نجاح القاري لصحيح البخاري

باب: كان جبريل يعرض القرآن على النبي

          ░7▒ (باب: كَانَ جِبْرِيلُ يَعْرِضُ الْقُرْآنَ عَلَى النَّبِيِّ صلعم ) قوله: يعرِض، بكسر الراء: من العَرْضِ، وهو بفتح العين وسكون الراء؛ أي: يقرأ، أو المراد: يستعرضُه ما أقرأه إيَّاه.
          (وَقَالَ مَسْرُوقٌ) هو: ابنُ الأجدع الهمداني الكوفي التَّابعي الثِّقة (عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ) ☻ / أنَّها قالت: (أَسَرَّ إِلَيَّ) بتشديد الياء (النَّبِيُّ صلعم أَنَّ جِبْرِيلَ) ◙ (يُعَارِضُنِي) وفي رواية أبي ذرٍّ: <كان يُعارضني>؛ أي: يدارسني (بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ سَنَةٍ) أي: مرَّة واحدة.
          (وَإِنَّهُ) وفي رواية أبي ذرٍّ عن الحَمُّويي، وكذا في رواية السَّرخسي: <وإني> (عَارَضَنِي الْعَامَ) أي: هذا العام (مَرَّتَيْنِ، وَلاَ أُرَاهُ) بضم الهمزة؛ أي: ولا أظنُّه (إِلاَّ حَضَرَ أَجَلِي) ويروى: <إلَّا حُضُور أجلي>. والمعارضة مُفاعلة من الجانبين كأن كلاًّ منهما يقرأُ، والآخر يسمعُ، وهذا طرف من حديث وصلَه بتمامه في علامات النبوة [خ¦3624]، وتقدَّم شرحه في باب الوفاة النَّبوية من آخر المغازي، وتقدَّم بيان فائدة المعارضة في الباب الذي قبله.