نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: أن يهودية أتت النبي بشاة مسمومة

          2617- (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ) أبو محمد الحجبي البصري، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين، وهو من أفراده، قال: (حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ) بن سليم الهُجَيْمي _بضم الهاء وفتح الجيم_ البصريُّ، وقد مرَّ في «الجمعة» [خ¦920]، قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ)أي: ابن الحجَّاج (عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ) بن أنس بن مالك (عَنْ) جدِّه (أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ☺: أَنَّ يَهُودِيَّةً) اسمها: زينب، وقد اختلف في إسلامها (أَتَتِ النَّبِيَّ صلعم بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا، فَجِيءَ بِهَا) زاد مسلم وأحمد من الوجه المذكور هنا: فأكل منه فقال: إنَّها جعلت فيها سمًّا، وزاد مسلم بعد قوله: فجيء بها إلى رسول الله صلعم فسألها عن ذلك، فقالت: أردت لأقتلك، قال: ((ما كان الله ليسلِّطكِ عليَّ)).
          (فَقِيلَ) وفي رواية أحمد ومسلم: ((فقالوا يا رسول الله)) (أَلاَ نَقْتُلُهَا؟ قَالَ: لاَ، قَالَ) أي: أنس ☺ (فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلعم ) لهوات جمع: لَهات _بفتح اللام_ هي: سقف الفم.
          وقال القاضي عياض: هي اللُّحمة التي بأعلى الحنجرة من أقصى الفم، وقال الدَّاودي: لهواته ما يبدو من فيه عند التَّبسم، وفي «المغرب»: اللَّهات: لحمة مشرفة على الحلق، والجمع: اللَّها واللَّهوات واللَّهيات.
          وفي الحديث دلالةٌ على أكل طعام من يحلُّ أكل طعامه دون أن يسأل / عن أصله.
          وفيه: حمل الأمور على السَّلامة حتَّى يقوم دليلٌ على غيرها، وكذلك حكم ما يباع في أسواق المسلمين فهو محمولٌ على السَّلامة حتَّى يتبيَّن خلافها.
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة من حيث إنَّه صلعم قبل هديَّة تلك اليهودية، وأكله منها يدلُّ على قبوله إيَّاها.
          والحديث أخرجه مسلمٌ في «الطِّب»، وأبو داود في «الدِّيات».