نجاح القاري لصحيح البخاري

باب ميراث السائبة

          ░20▒ (باب: مِيرَاثِ السَّائِبَةِ) بسين مهملة وهمزة وموحدة على وزن فاعلة؛ أي: المهملة، وقيل: هو العبد الَّذي يقول له سيِّده: لا ولاء لأحدٍ عليك، أو أنت سائبةٌ يريد بذلك عتقه، وأن لا ولاء عليه لأحدٍ، وقد يُقال له: أعتقتك سائبة، أو أنت حرٌّ سائبة، ففي الصِّيغتين الأوليين يفتقرُ في عتقه إلى نيَّة، وفي الأخريين يُعتقُ، واختُلف في الشَّرط، والجمهور على كراهتهِ، وشذَّ من قال بإباحته.
          وقد قيل في قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ} [المائدة:103]، وهو أن يقول لعبده: أنت سائبة لم يكن عليك ولاءٌ، وأوَّل من سيَّب السَّوائب عَمرو بن لحي، واختلف العلماء في ميراث السَّائبة، فقال الكوفيُّون والشَّافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثورٍ: ولاؤه لمعتقهِ، واحتجُّوا بحديث الباب. وقالت طائفةٌ: ميراثه للمسلمين، رُوي ذلك عن عمر بن الخطَّاب ☺، ورُوي أيضًا عن عمر بن عبد العزيز وربيعة وأبي الزِّناد، وهو قول مالكٍ وهو مشهور مذهبه، / وقال الزُّهري: يوالي المعتق سائبته من شاء، فإن مات ولم يُوالَ أحدٌ فولاؤه للمسلمين.