إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث أبي إسحاق: سألت زيد بن أرقم: كم غزوت مع رسول الله؟

          4471- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ) الغُدَانيُّ _بالغين المعجمة المضمومة وتخفيف الدال_ قال: (حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ) بن يونسَ بن أبي إسحاقَ السَّبيعيُّ (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) عَمرو السَّبيعيُّ، أنَّه (قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ ☺ : كَمْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم ) غزوةً؟ (قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ) غزوة، بالموحدة بعد السين (قُلْتُ: كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صلعم ؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ) غزوة، بالفوقية قبل السين، ومرادهُ: الغزواتُ التي خرجَ فيها رسولُ الله(1) صلعم بنفسِهِ، سواءٌ قاتلَ أو لم يقاتِل، لكن في رواية أبي يَعلى بإسنادٍ صحيح: أنَّها إحدَى وعشرونَ، ففاتَ زيد بن أرقم اثنتانِ، ولعلَّهُما الأَبْواء وبُوَاط، وكانت أوَّل مغازيهِ العُسيرة.
          وفي «طبقات ابن سعد» بإسناده عن جماعةٍ دخلَ حديثُ بعضِهم في بعضٍ، قالوا: كان عددُ مغازِي رسول الله صلعم التي غزاها بنفسِهِ سبعًا وعشرين غزوةً، وكانت سراياهُ التي بعثَ فيها سبعًا وأربعينَ سريَّةً، وكان ما قاتلَ فيه من المغازِي تسع غَزواتٍ: بدرٌ وأُحُد والمريسيعُ والخندَقُ وقريظَةُ وخيبَرُ وفتحُ مكَّةَ وحنينٌ والطَّائفُ. قال: فهذا ما اجتمعَ لنا عليهِ، وفي بعضِ رواياتِهِم: أنَّه قاتلَ في بني النَّضير، ولكنَّ الله ╡ جعلها لهُ نفلًا خاصَّةً، وقاتلَ في غزاةِ وادي القُرى منصرفهُ من خيبرَ، وقُتِلَ بعضُ أصحابِهِ، وقاتلَ في الغابةِ. وقال الحافظُ ابن حجرٍ: وقرأتُ بخطِّ مغلطَاي أنَّ مجموعَ الغزواتِ والسَّرايا مئة. قال(2): وهو كما قال.


[1] «رسول الله»: ليست في (م).
[2] «قال»: ليست في (ب).