إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: توفي النبي ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين

          4467- وبه قال: (حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ) بفتح القاف، ابن عقبةَ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) الثوريُّ (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان بن مهرانَ (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (عَنِ الأَسْوَدِ) بن يزيد (عَنْ عَائِشَةَ ♦ ) أنَّها‼ (قَالَتْ: تُوُفِي النَّبِيُّ صلعم وَدِرْعُهُ) بكسر الدال وسكون الراء (مَرْهُونَةٌ) بالتأنيث؛ لأنَّ الدِّرع يذكَّر ويُؤنَّث (عِنْدَ يَهُودِيٍّ) يسمَّى: أبا الشَّحْم كما عند البيهقيِّ، وهو بفتح الشين المعجمة وسكون الحاء(1) المهملة (بِثَلَاثِينَ، يَعْنِي: صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ) وعند النَّسائيِّ والبيهقيِّ: أنَّه عشرون.
          قال في «الفتح»: ولعلَّهُ كان دونَ الثَّلاثينِ، فجبر الكسر تارةً وألغاهُ أخرى. قال: ووقعَ لابن حبَّان من طريق شيبان عن قتادةَ عن أنسٍ: أنَّ قيمةَ الطَّعامِ كانت دينارًا، وزادَ المؤلِّف في «البيع» [خ¦2068] «إلى أجلٍ»، وفي «صحيح ابن حبان»: أنَّه سنةٌ. وفي حديث أنسٍ عند أحمد: فما وجدَ ما يَفْتَكُّها به.
          وذكر ابنُ الطَّلَّاع في «الأقضية النَّبوية»: أن أبا بكر افْتَكَّ الدِّرعَ بعد النَّبيِّ صلعم . واستدلَّ به على أنَّ المراد بقولهِ صلعم في(2) حديثِ أبي هريرة ممَّا صحَّحه ابنُ حبَّان وغيره: «نفسُ المؤمنِ معلَّقةٌ بدينهِ حينَ يُقضَى عنه» من لم يترُك عند صاحبِ الدَّينِ ما يحصُلُ له به الوفاءُ، وإليه جنحَ الماورديُّ، وسقطَ لأبي ذرٍّ قوله: «يعني: صَاعًا من شَعيرٍ». قال في «الفتح»: وجه إيراد هذا الحديث هنا الإشارة إلى أنَّ ذلك من آخِر أحوالِه صلعم .


[1] «الحاء»: ليست في (ب) و(م) و(د).
[2] في (ص): «من».