إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: صام رسول الله حتى إذا بلغ الكديد أفطر

          4275- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيْسِيُّ قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بنُ سعدٍ الإمام قال: (حَدَّثَنِي) بالتَّوحيد (عُقَيْلٌ) بضم العين، ابنُ خالدٍ الأيليُّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمد بنِ مسلمٍ الزُّهريِّ(1) (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عُبَيْدُ اللهِ) بضم العين (بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ) بنِ مسعودٍ (أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم غَزَا غَزْوَةَ الفَتْحِ فِي) شهر (رَمَضَانَ) وكان ╕ قد خرجَ من المدينةِ لعشرٍ مَضَينَ من رمضان.
          (قالَ) الزُّهريُّ _بالإسناد السَّابق_: (وَسَمِعْتُ ابْنَ المُسَيَّبِ) ولابنِ عساكرٍ ”سعيد بن المسَيَّبِ“ (يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ) أي: غزوةَ الفتحِ كانت في رمضانَ، وزاد البيهقيُّ من طريقِ عاصم ابنِ عليٍّ عن اللَّيثِ: لا أدري أَخَرَجَ في شعبانَ فاستقبلَ رمضان، أو خرجَ في رمضانَ بعدما دخلَ؟ غيرَ أنَّ عبيدَ الله بنَ عبدِ الله أخبرني. فذكر ما ذكر البخاريُّ في قوله(2).
          (وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بضم العين (بْنِ عَبْدِ الله) بنِ عُتبة بنِ مسعودٍ بالإسناد السَّابق، أنَّه (أخبرَهُ) وثبتَ «ابنِ عبدِ اللهِ أخبرَهُ» لأبي ذرٍّ والأَصيليِّ وابن عساكرٍ (أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ☻ قَالَ: صَامَ رَسُولُ اللهِ) ولأبي ذرٍّ ”النَّبيُّ“ ( صلعم ) لمَّا خرجَ إلى مكَّة في غزوةِ الفتحِ (حَتَّى بَلَغَ الكَدِيدَ) بفتح الكاف وكسر الدال الأولى (المَاءَ الَّذِي بَيْنَ قُدَيْدٍ) بضم القاف وفتح الدال (وَعُسْفَانَ أَفْطَرَ) وأفطرَ النَّاسُ معه، وكان بعدَ العصرِ كما في مسلمٍ، وكان قد شقَّ على النَّاس الصَّوم (فَلَمْ يَزَلْ مُفْطِرًا حَتَّى انْسَلَخَ الشَّهْرُ).
          وهذا قد سبق في «كتاب الصَّوم» في «باب إذا صام أيَّامًا من رمضانَ ثمَّ سافر» [خ¦1944] وعند البيهقيِّ من طريقِ ابن أبي حفصةَ عن الزُّهريِّ قال: «صبَّح رسول الله صلعم مكَّة لثلاث‼ عشرةَ خلت من رمضان» وهو مدرجٌ من قولِ ابنِ أبي حفصةَ أدرجهُ، وعند أحمد بإسنادٍ صحيحٍ من طريقِ قَزَعَةَ بنِ يحيى عن أبي سعيدٍ قال: «خرجنَا مع النَّبيِّ صلعم عامَ الفتحِ لليلتَينِ خلتا(3) من شهرِ رمضانَ» وهذا _كما في «الفتح»_ يدفعُ التَّردُّدَ الماضي، ويعيِّن يوم الخروج، وقولُ الزُّهري يُعيِّن يوم الدُّخول، ويُعطي أنَّه أقام في الطَّريق اثنَيْ عشَر يومًا.


[1] «الزهري»: ليست في (ص) و(د).
[2] عبارة «الفتح»: فذكر ما ذكر البخاري، فحذف البخاري منه التردد المذكور.
[3] قوله: «خلتا» سقطت من الأصل وهو مثبت من «الفتح».