إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اللهم اجعل أتباعهم منهم

          3788- وبه قال: (حَدَّثَنَا آدَمُ) هو(1) ابن أبي إياسٍ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج قال: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ) بضمِّ الميم وتشديد الرَّاء، الجَمَليُّ قال: (سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ) بالحاء المُهمَلة والزَّاي (رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ) بنصب «رجلًا» عطف بيانٍ أو بدلًا من «حمزة»، واسم أبي حمزة فيما قاله الغسَّانيُّ: طلحةُ بن يزيد، وكذا قال الحافظ أبو الفضل بن طاهرٍ‼، والحافظ عبد الغنيِّ المقدسيُّ قال: (قَالَتِ الأَنْصَارُ): يا رسول الله (إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ أَتْبَاعًا، وَإِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاكَ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا) قال الطِّيبيُّ: الفاء تستدعي محذوفًا، أي: لكلِّ نبيٍّ أتباعٌ ونحن أتباعك، فادع الله أن يكون أتباعنا، أي: حلفاؤنا وموالينا (مِنَّا) أي: متَّصلين بنا، مقتفين آثارنا بإحسانٍ؛ ليكون لهم ما جُعِل لنا من العزِّ والشَّرف (قَالَ النَّبِيُّ صلعم : اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَتْبَاعَهُمْ مِنْهُمْ، قَالَ عَمْرٌو) أي: ابن مُرَّة الرَّاوي: (فَذَكَرْتُهُ لاِبْنِ أَبِي لَيْلَى) عبد الرَّحمن (قَالَ: قَدْ زَعَمَ) أي: قال: (ذَاكَ) بغير لامٍ (زَيْدٌ، قَالَ شُعْبَةُ) بن الحجَّاج: (أَظُنُّهُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ) وكأنَّه(2) احتمل عنده أن يكون ابن أبي ليلى أراد بقوله: «قد زعم ذاك زيدٌ» أي: زيدٌ آخر؛ كزيد بن ثابتٍ، وظنُّه صحيحٌ، فقد رواه أبو نُعَيمٍ في «المُستخرَج» من طريق عليِّ بن الجعد جازمًا به، وفيه التَّنبيه على شرف صحبة الأخيار، صحَّ: «المرء مع من أحبَّ» [خ¦6168] وتأمَّل تأثير الصُّحبة في كلِّ شيءٍ حتَّى في البواشق بالصُّحبة رُفِعت على أيدي الملوك، وحتَّى في الحطب بصحبة النَّجَّار يُعتَق من النَّار، فعليك بصحبة الأخيار.


[1] «هو»: مثبتٌ من (ص).
[2] في (م): «كان»، وهو تحريفٌ.