الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: لا يدري متى يجيء المطر إلا الله

          ░29▒ (باب: لا يَدْرِي مَتَى يَجِيء المَطَرُ إلَّا الله)
          قال الحافظ: عقَّب التَّرجمة الماضية بهذه لأنَّ تلك تضمَّنت أنَّ المطر إنَّما ينزل بقضاء الله، وأنه لا تأثير للكواكب في نزوله، وقضيَّة ذلك أنه لا يعلم أحد متى يجيء إلَّا هو. انتهى.
          قلت: والظَّاهر عندي أنَّه أشار به إلى ردِّ مَنْ قال: إنَّ القول بتأثيره ممنوع، والقول لكونها دالًّا على المطر وعلامة عليه لا بأس به، فأشار البخاريُّ بهذا الباب الرَّدَّ عليه، ويُسْتَأنس هذا ممَّا قاله الحافظ: تحت حديث الباب.
          قوله: (وما يدري أحد... ) إلى آخره، زاد الإسماعيليُّ: إلَّا الله، وفيه ردٌّ على مَنْ زعم أنَّ لنزول المطر وقتًا معيَّنًا لا يتخلَّف عنه(1). انتهى.
          ثمَّ براعة اختتام كتاب الاستسقاء في قوله: {بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان:34] ظاهر، وبه جزم الحافظ قُدِّس سرُّه، كما تقدَّم في مقدِّمة «اللَّامع».


[1] فتح الباري:2/525