الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط

          ░13▒ (باب: إذا اسْتَشْفَع المُشْرِكون بالمُسْلِمين عِنْد القَحْطِ)
          قال الحافظ: قال ابن المنيِّر: ظاهر هذه التَّرجمة منع أهل الذِّمَّة مِنَ الاستبداد بالاستسقاء، كذا قال، ولا يظهر وجه المنع مِنْ هذا اللَّفظ(1). انتهى.
          وأشكل بأن التَّرجمة أعمُّ مِنَ الحديثِ لأنَّ الاستشفاع كان عقب دعاء النَّبيِّ صلعم، وأجيب بأنَّ الجامع بينهما ظهور الخضوع منهم والذِّلَّة للمؤمنين في التماسهم منهم الدُّعاء لهم، أو يقال: إنَّ جواب (إذا) محذوف، فيقدَّر: أجابهم بشرط إن دعا عليهم، أو لم يجبهم إلى ذلك أصلًا، ويمكن أن يقال: إذا رجا إمام المسلمين رجوعهم عن الباطل أو وجود نفع عامٍّ للمسلمين شُرع دعاؤه لهم، فحذف جواب إذا لوجود هذه الاحتمالات، ولا دلالة فيما وقع مِنَ النَّبيِّ صلعم في هذه القصَّة على مشروعيَّة ذلك لغيره، إذ الظَّاهر أنَّ ذلك مِنْ خصائصه لاطِّلاعه على المصلحة في ذلك، بخلاف مَنْ بعدَه صلعم مِنَ الأئمَّة. انتهى. /


[1] فتح الباري:2/510