الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب كيف حول النبي ظهره إلى الناس

          ░17▒ (باب: كَيْفَ حَوَّل النَّبيُّ صلعم ظَهْرَه إلَى النَّاس؟)
          وهذه هي التَّرجمة السَّابعة بلفظ: (كيف) كتبَ الشَّيخ قُدِّس سرُّه في «اللَّامع»: أراد بالكيفيَّة هاهنا بيان بعض أحواله، لا أنَّها على أيِّ كيفيَّة كانت التَّحويلة، فيصحُّ إيراد الرِّواية الَّتِي فيها بيان وقت التَّحويلة متى كانت، فعلم أنَّ تحويله ظهره كان قبل الدُّعاء. انتهى.
          قال الحافظ: وقد استُشكل لأنَّ التَّرجمة لكيفيَّة التَّحويل، والحديث دالٌّ على وقوع التَّحويل فقط، وأجاب الكّرمانيُّ: بأنَّ معناه: حوَّله حال كونه داعيًا، وحمل ابن المنيِّر قوله: (كيف) على الاستفهام فقال: لمَّا كان التَّحويل المذكور لم يتبيَّن كونه مِنْ ناحية اليمين أو اليسار احتاج إلى الاستفهام عنه.
          قال الحافظ: والظَّاهر أنَّه لمَّا لم يتبيَّن مِنَ الخبر ذلك كأنَّه يقول: هو على التَّخيير، لكنَّ المستفاد مِنَ الخارج أنَّه التفت بجانبه الأيمن لمَّا ثبت أنَّه كان يعجبه التَّيمُّن في شأنه كلِّه، ثمَّ إنَّ محلَّ هذا التَّحويل بعد فراغ الموعظة وإرادة الدُّعاء.