التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: بينما أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر

          3441- قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ): هذا أحمد بن مُحَمَّد بن الوليد، أبو الوليد الأزرقيُّ المَكِّيُّ، روى عنه البُخاريُّ، وحفيدُه مؤرِّخُ مكَّةَ مُحَمَّدُ بن عبد الله، وأبو جعفر التِّرْمِذيُّ، ثقةٌ، مات سنة ░222هـ▒، وقال شيخُنا: (قال أبو نُعَيم: أراه الأزرقيَّ)، انتهى.
          قوله: (لَا وَاللهِ، مَا قَالَ النَّبِيُّ صلعم لِعِيسَى: أَحْمَرُ...) إلى آخره: هذا حديث ابن عُمر، وقد اختُلِف في صفة عيسى؛ فروى أبو هريرة _كما تَقَدَّمَ_: (أنَّه أحمر) [خ¦3437]، ورَوى ابن عَبَّاس: (أنَّه إلى الحمرة والبياض)، كما تَقَدَّمَ [خ¦3239]، ورَوى ابن عُمر كما تَقَدَّمَ كذلك ولفظه: (فأمَّا عيسى؛ فأحمر عريض الصدر، وأمَّا موسى؛ فآدم جسيم سبط كأنَّه من رجال الزُّطِّ) [خ¦3438]، ورَوى ابن عُمر أيضًا في هذا الحديث الذي نحن فيه بأنَّ عيسى آدم، والآدم: الأسمر، وقد أنكر ابن عُمر في هذه الرواية أنَّه أحمر، وحلف بالله إنَّ النَّبيَّ صلعم لم يقله؛ يعني: وأنَّه اشتبه على الراوي.
          فالحاصل: أنَّ النقلَ اختلف عن ابن عُمر كما ذكرتُه لك، وقد ساقهما البُخاريُّ، هذا إنْ قلنا: (مجاهد عن ابن عُمر) في السند المتقدِّم قبل هذا [خ¦3438]، وإنْ قلنا: إنَّ المحفوظَ والصوابَ: (مجاهد عن ابن عَبَّاس)؛ فلا اختلاف عن ابن عُمر، بل له قولٌ واحد، وأنَّه آدم، قال النَّوويُّ: (فينبغي أن يُتأوَّل الأحمر على الآدم، ولا يكون المراد حقيقة الحمرة والأدمة بل ما قاربها، والله أعلم).
          قال شيخُنا: (وقوله في عيسى: «أحمر»، وقال في الحديث الذي بعده: «آدم»، والآدم: الأسمر، قال الداوديُّ: أثْبَتُهُ قولُ ابنِ عُمر _يعني: الحديث التالي والخامس_ فإنَّ كليهما من رواية ابن عُمر، يريد به: آدم، كما صوَّبه، وأنكر كونه أحمر)، انتهى.
          قال الإمام السُّهَيليُّ: (وَلِوَصفِ موسى بالأُدْمَة أصلٌ في كتاب الله، قاله الطَّبَريُّ عند تفسير قوله تعالى: {تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ}[طه:22]، قال: في خروج يده بيضاء آيةً(1) له دليلٌ على أُدْمَته؛ لأنَّ الآية إنَّما هي في أن خرجت بيضاءَ مخالفًا لونُها لسائر لون جسده، وذلك دليلٌ بيِّنٌ على الأُدْمة التي هي خلاف البياض)، ذكر ذلك في (الإسراء) من «الروض».
          قوله: (رَجُلٌ آدَمُ): تَقَدَّمَ، وكذا: (سَبْطُ الشَّعَرِ) [خ¦3239]، وكذا: (يُهَادَى)، وأنَّ معناه: يمشي بينهما متَّكئًا عليهما، والتهادي: المشي المثقل مع التمايل يمينًا وشمالًا [خ¦664].
          قوله: (يَنْطُـِفُ): هو بكسر الطاء وضمِّها، لغتان، تَقَدَّمَ [خ¦639]، وكذا (جَعْدُ الرَّأْسِ) [خ¦3239].
          قوله: (أَعْوَرُ عَيْنِهِ الْيُمْنَى): تَقَدَّمَ الجمع بين هذا وبين ما في «مسلمٍ»: (اليسرى)، وكذا (طَافِيَةٌ)؛ بالهمز وعدمه، تَقَدَّمَ الكلام عليه، وكذا (ابْنُ قَطَنٍ)، وأنَّه عبد العزَّى بن قطن قريبًا، وكذا على من شبَّهه ╕ بالدجَّال، ومن شبَّه عينه بعينه [خ¦3439].


[1] في (ب): (أنَّه).