-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
كتاب الجمعة
-
أبواب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
كتاب الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب العمل في الصلاة
-
أبواب السهو
-
كتاب الجنائز
-
كتاب الزكاة
-
أبواب صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
أبواب المحصر
-
كتاب جزاء الصيد
-
أبواب فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
كتاب الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب المظالم
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
كتاب فرض الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
باب قول الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل}
-
باب: الأرواح جنود مجندة
-
باب قول الله عز وجل: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه}
-
باب قول الله تعالى: {إنا أرسلنا نوحًا إلى قومه}
-
باب: {وإن إلياس لمن المرسلين*إذ قال لقومه ألا تتقون}
-
باب ذكر إدريس عليه السلام
-
باب قول الله تعالى:{وإلى عاد أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله}
-
باب قصة يأجوج ومأجوج
-
باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلًا}
-
باب: {يزفون}: النسلان في المشي
-
حديث: إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد
-
حديث: يرحم الله أم إسماعيل لولا أنها عجلت لكان زمزم عينًا معينا
-
معلق الأنصاري: أقبل إبراهيم بإسماعيل وأمه عليهم السلام وهي ترضعه
-
حديث: لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج
-
حديث: أي مسجد وضع في الأرض أول؟قال: المسجد الحرام
-
حديث: هذا جبل يحبنا ونحبه اللهم إن إبراهيم حرم مكة
-
حديث: ألم تري أن قومك بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم
-
حديث: قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته
-
حديث: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
-
حديث: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق
-
حديث: إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد
-
باب: {ونبئهم عن ضيف إبراهيم}
-
باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد}
-
باب قصة إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام
-
باب: {ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون}
-
باب: {فلما جاء آل لوط المرسلون*قال إنكم قوم منكرون}
-
باب قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحًا}
-
باب: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت}
-
باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين}
-
باب قول الله تعالى: {وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر}
-
باب: {واذكر في الكتاب موسى}
-
باب: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون} إلى قوله: {مسرف كذاب}
-
باب قول الله عز وجل: {وهل أتاك حديث موسى*إذ رأى نارًا}
-
باب: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون}إلى قوله: {مسرف كذاب}
-
باب قول الله تعالى: {وهل أتاك حديث موسى}
-
باب قول الله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً وأتممناها بعشر}
-
باب طوفان من السيل
-
حديث الخضر مع موسى عليهما السلام
-
باب
-
باب: {يعكفون على أصنام لهم}
-
باب: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرةً}
-
باب وفاة موسى وذكره بعد
-
باب قول الله تعالى: {وضرب الله مثلًا للذين آمنوا امرأة فرعون}
-
باب: {إن قارون كان من قوم موسى} الآية
-
{وإلى مدين أخاهم شعيبًا}
-
باب قول الله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين}
-
باب: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر}
-
باب قول الله تعالى: {وآتينا داود زبورًا}
-
باب: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود
-
باب: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب}
-
باب قول الله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب}
-
باب قول الله تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله}
-
باب: {واضرب لهم مثلًا أصحاب القرية}
-
باب قول الله تعالى: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا}
-
باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت}
-
باب: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك}
-
باب: قوله تعالى: {إذ قالت الملائكة يا مريم}
-
باب قوله: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}
-
باب: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها}
-
باب نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام
-
باب ما ذكر عن بني إسرائيل
-
حديث أبرص وأعمى وأقرع في بنى إسرائيل
-
باب قوله تعالى: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم)
-
حديث الغار
-
باب
-
باب قول الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل}
-
كتاب المناقب
-
كتاب فضائل الصحابة
-
كتاب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
3363- قوله: (وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنَا ابن جُرَيْجٍ): هو مُحَمَّد بن عبد الله الأنصاريُّ، شيخُ البُخاريِّ، مشهورُ الترجمة، وقد تَقَدَّمَ أنَّ البُخاريَّ إذا قال: (قال فلانٌ) وفلانٌ المسندُ إليه(1) القولُ شيخُه كهذا؛ أنَّه يكون أخذه عنه في حال المذاكرة غالبًا [خ¦142]، و(ابن جُرَيجٍ): تَقَدَّمَ قريبًا وبعيدًا أنَّه عبدُ الملك بن عبد العزيز بن جُرَيجٍ.
قوله: (أَمَّا كَثِيرُ بن كَثِيرٍ؛ فَحَدَّثَنِي): (أمَّا): بفتح الهمزة وتشديد الميم، و(كثير) وأبوه: كلاهما بفتح الكاف وكسر المُثَلَّثَة، وهو كثير بن كَثِير بن المُطَّلِب بن أبي وَدَاعة السَّهميُّ المَكِّيُّ، مشهورُ الترجمة، وثَّقهُ أحمدُ وابنُ مَعِين، وقال ابنُ سعدٍ: (كان شاعرًا قليلَ الحديث)، وقال النَّسائيُّ: (لا بأس به)، أخرج له البُخاريُّ، وأبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه(2).
قوله: (إِنِّي وَعُثْمَانَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ جُلُوسٌ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ): (إنِّي): (إنَّ) واسمُها، و(عثمانَ): مَنْصُوبٌ؛ لأنَّه معطوفٌ على اسم (إنَّ)(3)، و(ابنَ): مثله مَنْصُوبٌ، و(جُلُوسٌ): مَرْفُوعٌ مُنَوَّنٌ، وهو الخبرُ، وسأذكر قريبًا في إعرابه كلامًا، و(عثمان بن أبي سليمان): هو عثمان بن أبي سليمان بن(4) جبير بن مُطعِمٍ، قاضي مكَّةَ، عن عمِّه نافعٍ وعروةَ، وعنه: ابنُ جُرَيجٍ وابنُ عُيَيْنَة، وثَّقهُ أحمدُ، وأبو حاتمٍ، وغيرهما، أخرج له مسلمٌ، وأبو داود، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، وقد ترجمتُ هذا مسرعًا؛ وذلك لأنَّه لم يخرِّج له البُخاريُّ، والله أعلم.
وبخطِّ شيخِنا الإمامِ أبي جعفر: (وعثمانُ) مضمومٌ بالقلم، وكذلك (ابنُ) بعدَه، وإعرابُه ظاهرٌ، واعلم أنَّه إذا عُطِفَ قبلَ الخبرِ كهذا؛ فأجازَهُ مطلقًا قبلَ الخبرِ الكِسائيُّ وأبو الحسنِ وهشامٌ، ورُويَ ذلك عنِ الخليلِ إذا أُفرِدَ الخبرُ، وأجازَه الفرَّاءُ بشرط بناءِ الاسمِ، هذا النَّصُّ عنِ الفرَّاءِ، وابنُ مالكٍ يقولُ عنه: بشرطِ خفاءِ إعرابِ الاسمِ، فيندرجُ فيه المقصورُ والمضافُ إلى ياءِ المتكلِّمِ، ويحتاجُ إلى نقلِ مذهبِ الفرَّاءِ في ذلك، قاله أبو حيَّان شيخُ شيوخِنا في «ارتشافه»، والله أعلم.
قوله: (مَا هَكَذَا حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ): قال بعض الحُفَّاظ العصريِّين: (لم يعيِّنِ المنفيَّ في [كلام] سعيد، وقد بيَّنه مسلمُ بن خالدٍ عن ابن جُرَيجٍ بهذا الإسناد: أنَّ سعيدًا سُئِل عن المَقام: هل قام عليه إبراهيمُ لمَّا زار إسماعيلَ لأنَّ سارةَ أحلفته ألَّا ينزلَ؟ فقال سعيدٌ: ما هكذا... إلى آخره)، انتهى.
قوله: (وَأُمِّهِ): أي: آجر، يُقالُ لها: آجر وهاجر، وهي أوَّل امرأةٍ خُفِضَت، كما أنَّ سيِّدَنا وسيِّدَها(5) إبراهيمَ صلعم أوَّلُ مَنِ اختتن مِنَ الرِّجال، وأوَّلُ امرأةٍ جرَّت ذيلَها، وأوَّلُ امرأةٍ ثُقِبَت أذنَاها(6)، وذلك أنَّ سارة غضبت عليها؛ فحلفت أن تقطع ثلاثة أعضاءٍ من أعضائها؛ فأمر إبراهيم أن تَبَرَّ قسمَها بثقب أذنَيها وخفاضها، قال ابن أبي زيدٍ: فصارت سُنَّةً في النِّساء؛ فلمَّا خُفِضَت ورأتِ الدمَ؛ ستَرَتْه بذيلها، فمِن ثَمَّ أرخى النساءُ ذيولَهنَّ، قاله شيخُنا، وفي كلام غيرِه بعضُه، انتهى.
تنبيهٌ: ثَقْبُ آذان النساء حرامٌ؛ كذا قاله الغزاليُّ في «الإحياء»، وأمَّا أحمد ابن حنبل؛ فنصَّ على جواز ذلك في حقِّ البنت، وكراهته في حقِّ الصبيِّ، وأمَّا الختان للنِّساء؛ فعند الشَّافِعيَّة: أنَّه واجبٌ في الرجل والمرأة، وللعلماء فيه ثلاثة مذاهب؛ هذا أحدها، والثاني: سنَّةٌ فيهما، والثالث: التفصيل بين الذَّكر والأنثى، فيجب على الذكر، ولا يجب على الأنثى، والله أعلم.
قوله: (مَعَهَا شَنَّةٌ): تَقَدَّمَ أن (الشَنَّة): القِربة البالية [خ¦138].
قوله: (لم يَرْفَعْهُ): أي: لم يرفَعْه؛ يعني: ابن عَبَّاس، وإنَّما قاله مِن قِبَل نفسِه موقوفًا عليه، والله أعلم.
3364- قوله: (وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ): هذا هو المسنَديُّ، تَقَدَّمَ، و(مَعْمَرٌ): تَقَدَّمَ أنَّه بفتح الميمين بينهما عينٌ ساكنةٌ، وأنَّه ابنُ راشدٍ، و(أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ): تَقَدَّمَ أنَّ سِينَه مُثَلَّثَةٌ، وأنَّه ابنُ أبي(7) تَمِيمة؛ بفتح المُثَنَّاة فوق في أوَّله وكسر الميم، واسم أبي تميمة كيسان [خ¦31] [خ¦714]، و(كَثِير بن كَثِيرٍ): تَقَدَّمَ قريبًا أنَّه ووالده بفتح الكاف وكسر المُثَلَّثَة [خ¦3363].
قوله: (أَوَّلَ مَا اتَّخَذَ النِّسَاءُ الْمِنْطَقَ): هو بكسر الميم، ثُمَّ نونٍ ساكنةٍ(8)، ثُمَّ طاءٍ مهملةٍ مفتوحة، ثُمَّ قاف، قال في «المطالع»: (هو النِّطاق؛ وهو أن تشدَّ المرأة وسطها على ثوبها حزامًا، ثُمَّ ترسل الأعلى على الأسفل، وقيل: إنَّ هذا هو النِّطاق؛ فإنِّ المنطَق هو الشيء الذي تشدُّ به وسطها، وقال سحنون: المِنطَق: الإزار تشدُّه على وسطها)، وقد تَقَدَّمَ الكلام على (النِّطاق)، ولم سُمِّيَت أسماء ذات النطاقَين، فانظره [خ¦2979].
قوله: (مِنْ قِبَلِ): هو بكسر القاف، وفتح المُوَحَّدة. /
قوله: (لَتُعَفِّيَ أَثَرَهَا): (تُعفِّي): بضَمِّ التاء المُثَنَّاة فوق، وبالعين المُهْمَلَة، وبالفاء، وفي أصلنا مفتوح العين مشدَّد الفاء بالقلم، ومعناه: تسحب طرف ثوبها على التراب؛ لئلَّا يُعرَف أين ذهبت ولا أنَّها ذهبت، و(أَثَرَهَا): تَقَدَّمَ أنَّه بفتح الهمزة والثاء، ويجوز كسر الهمزة وسكون الثاء، وقد تَقَدَّمَ [ما] قاله شيخنا فيه [خ¦278].
قوله: (عَلَى سَارَةَ): تَقَدَّمَ أن بعضهم ضبطها بتشديد الراء، وهو صحيحٌ؛ من السرور، وأنا سمعتُ الناس ينطقون بها بالتخفيف، وقد تَقَدَّمَ ذلك مع زيادة نسبِها ضمن (باب من أجرى أمر الأنصار(9) على ما يتعارفونه بينهم) [خ¦2217]، وقد تَقَدَّمَ قريبًا ضبطها [خ¦3358].
قوله: (عِنْدَ دَوْحَةٍ): هي بفتح الدال، وإسكان الواو، ثُمَّ حاء مهملتين مفتوحة، ثُمَّ تاء التأنيث، وهي الشجرة العظيمة، وقد تَقَدَّمَت في أوائل هذا التعليق [خ¦1802].
قوله: (جِرَابًا): تَقَدَّمَ أنَّ (الجِراب) بكسر الجيم، ولا يُفتَح إلَّا في لُغَيَّة حكاها النَّوويُّ ☼ [خ¦2309].
قوله: (ثُمَّ قَفَّى): هو بالقاف المفتوحة ثُمَّ فاءٍ كذلك مُشَدَّدة؛ أي: ولَّى، وقد تَقَدَّمَ.
قوله: (آللهُ أَمَرَكَ بهذا؟): هو بهمزة الاستفهام، وهذا ظاهِرٌ.
قوله: (إِذًا لَا يُضَيِّعَنَا): هو مَنْصُوبٌ بـ(إذًا)، وفي (يُضَيِّعَنَا) تَقَدَّمَ لغتان؛ التخفيف والتشديد [خ¦3/21-146].
قوله: (اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ): أي: موضعَه؛ لأنَّه لم يُبْنَ إذ ذاك.
قوله: (تُرْضِعُ): هو بضَمِّ التاء، رُباعيٌّ، وهذا ظاهِرٌ.
قوله: (حَتَّى إِذَا نَفِدَ): هو بكسر الفاء وبالدال المُهْمَلَة؛ أي: فَرَغَ.
قوله: (يَتَلَوَّى، أَوْ قَالَ: يَتَلَبَّطُ): هو شكٌّ من الراوي، قال شيخنا: (قال الدَّارَقُطْنيُّ: التلبُّط أكثر)، انتهى، و(يَتَلَبَّطُ): هو بفتح المُثَنَّاة تحت، ثُمَّ فتح المُثَنَّاة فوق، ثُمَّ لام، ثُمَّ مُوَحَّدة مفتوحة مُشَدَّدة، ثُمَّ طاء مهملة؛ أي: يتقلَّبُ عطشًا.
قوله: (كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إليه): (كَرَاهِيَةَ): تَقَدَّمَ أنها بتخفيف الياء، ويجوز من حيث اللُّغة: كراهي [خ¦417].
قوله: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم: «فَلِذَلِكَ سَعَى النَّاسُ بَيْنَهُمَا»): هذا مَرْفُوعٌ، ومن أوَّله إلى هنا موقوفٌ لفظًا مَرْفُوعٌ معنًى؛ لأنَّه لا مجالَ للاجتهاد فيه.
قوله: (صَهْ؛ تُرِيدُ نَفْسَهَا): (صَهْ): بفتح الصاد المُهْمَلَة وإسكان الهاء: زجرٌ يُقال عند الإسكات، ويكون للواحد والاثنين والجمع، والمذكَّر والمؤنَّث، بمعنى: اسكُتْ، وهي مِن أسماء الأفعال وتُنوَّن ولا تُنوَّن، فإذا نُوِّنتْ؛ فهي للتنكير، كأنَّك قلت: اسكُتْ سكوتًا، وإذا لم تُنوَّن؛ فللتَّعريف؛ أي: اسكُتِ السكوتَ المعروفَ منك.
قوله: (إِنْ كَانَ عِنْدَكَ غُـِوَاثٌ): (غِـَـُوَاثٌ): بضَمِّ الغين المُعْجَمَة، وكسرها، وفتحها، وقيَّدَه ابن الخشَّاب وغيره من أهل اللُّغة بفتح الغين، وليس في الأصوات ما يُقال بفتح الفاء غيرَه، وبالواو المُخَفَّفة، وبعد الألف ثاءٌ مُثَلَّثَة، قال في «المطالع»: (بفتح الغين للأصيليِّ، وعند أبي ذرٍّ بضَمِّ الغين، ورواه بعضهم: بالكسر، والكلُّ صحيحٌ، إلَّا أنَّ أكثر ما يأتي في الأصوات بالضَّمِّ؛ كالنُّباح، والكسر؛ كالنِّداء، والفتح شاذٌّ في هذا الحرف فقط)، وفي «النهاية»: (الغَواث _بالفتح_ كالغِياث _بالكسر_ من الإغاثة، وقد أغاثه يغيثُه، وقد روي بالضَّمِّ والكسر، وهما أكثر ما يجيء في الأصوات، كالنُّباح والنِّداء، والفتح فيها شاذٌّ)، انتهى، وليس فيه زيادةٌ على ما قاله في «المطالع»، وإنَّما فيه تفسير (الغواث)؛ فلذا ذكرته.
قوله: (فَإِذَا هِيَ بِالْمَلَكِ): هو جبريل صلعم، وسيأتي التصريح به [خ¦3365].
قوله: (فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ، أَوْ قَالَ: بِجَنَاحِهِ): هذا شكٌّ من الراوي، وسيأتي التصريح بأنَّه بعقبه [خ¦3365]، و(العقب): مؤخَّر القدم، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ هذا الماء لهذا المولود ولعقبه من بعده.
قوله: (حَتَّى ظَهَرَ الْمَاءُ): لا شكَّ أنَّ إجراء زمزم كان إنعامًا محضًا، لم يَشُبْهُ كسبُ البشر، فلمَّا دخل الحِرْص؛ وقفت تلك النعمةُ، ووُكِلَت إلى تدبيرها، وأفاد الإمام الزمخشريُّ محمود بن عمر ☼ وعفا عنه(10) في «ربيعه»: (أنَّها أُنْبِطَت قبلُ لآدم حتى انقطعت زمن الطوفان أيضًا، ثُمَّ لإسماعيل(11))، والله أعلم.
قوله: (فَجَعَلَتْ تَحُوْضُهُ): هو بفتح أوَّله، وضمِّ الحاء المُهْمَلَة بعده، ثُمَّ واو ساكنة، ثُمَّ ضاد معجمة، ثُمَّ هاء الضمير، كذا في أصلنا بالقلم، يقال: حاض يحوض اتَّخذ حوضًا، وحاض الماءَ حوضًا: جمعه، ومنه اشتقاق الحوض، ولا يمتنع أن يجيءَ فيه التشديد للمبالغة(12)، وقوله: (تحوضه)؛ أي: تحفر له كالحوض يستقرُّ فيه أو يسيل إليه.
قوله: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم: يَرْحَمُ اللهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ...) إلى: (مَعِينًا): هذا مَرْفُوعٌ أيضًا، وقدَّمت أنَّ بقيَّةَ الحديثِ موقوفٌ لفظًا مَرْفُوعٌ معنًى؛ لأنَّ الصَّحَابيَّ إذا قال قولًا لا مجالَ للاجتهاد فيه؛ كان مرفوعًا، وهذه القاعدةُ نصَّ عليها الشَّافِعيُّ في «اختلاف الحديث»، رُوِيَ عن عليٍّ ☺: أنَّه صلَّى في ليلةٍ ستَّ رَكَعَاتٍ، في كلِّ ركعةٍ ستُّ سَجَدَاتٍ، قال الشَّافِعيُّ: (ولو ثبت ذلك عن عليٍّ(13)؛ لقلتُ به؛ لأنَّه لا مجالَ للقياس فيه، والظاهرُ أنَّه فعله توقيفًا)، انتهى، وكذا قال الإمام في «المحصول»، وكذا قال غيرُهما من أئمَّة الحديث. /
قوله: (لَا يُضِيعُ أَهْلَهُ): هو بالتخفيف، وهي لغة القرآن، ويجوز التشديد.
قوله: (رُفْقَةٌ): هي بضَمِّ الراء وكسرها.
قوله: (مِنْ جُرْهُمٍَ): هو بضَمِّ الجيم والهاء، وإسكان الراء بينهما، وميم في آخره، حيٌّ من اليمن، وهم أصهار إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ ♂، و(جُرْهُمٌُ): إن شئتَ؛ صرفتَه، وإن شئتَ؛ لا، هو ابن قحطان ابن عابر بن شالخ بن أرْفَخشذ بن سام بن نوح، ويقال: جرهم بن عابر، وقد قيل: إنَّه كان مع نوحٍ في السفينة، وذلك أنَّه مِن ولد ولده، وهم مِن العرب العاربة، ومنهم تعلَّم إسماعيلُ العربيَّةَ، وقيل: إنَّ الله أنطقه بها إنطاقًا وهو ابن أربعَ عشرةَ سنةً، انتهى كلام السُّهَيليِّ في أوائل «روضه»، وسيأتي في أوَّل (المناقب) في (مناقب قريش) الكلامُ على قحطان [خ¦3500].
قوله: (مِنْ طَرِيقِ كَدَاءٍ): هو بفتح الكاف، ممدودٌ، كذا في أصلنا، وكذا في نسخة شيخنا أبي جعفرٍ بخطِّه، وفي نسخةٍ في طرَّة أصلنا: (كُدًى)؛ بضَمِّ الكاف مُنَوَّنٌ، وقد تَقَدَّمَ الكلام على (كَدَاء) و(كُدًى) في (الحجِّ) [خ¦1576]، وقد ذكره ابن قرقول، وذكر أنَّ في شعر حسَّان: (موعدها كَدَاء)، قال: (وفي حديث هاجر: «مقبلين من كَدَاء»): يعني: فهاتان بالمدِّ والفتح، ثُمَّ اعلم(14) أنِّي رأيت شيخنا قال فيه: (كذا ضبطه الدِّمْيَاطيُّ بخطِّه بالضَّمِّ، وصرَّح به ابن الجوزيِّ حيث قال: الفتح والمدُّ: أعلى مكَّة، والضمُّ والقصر: أسفلها، وهو المراد هنا؛ لأنَّه قال: «فَنَزَلُوا أَسْفَلَ مَكَّةَ»، وهو موضعٌ يُخرَج منه من مكَّة إلى اليمن)، انتهى.
قوله: (طَيرًا عَائِفًا): أي: حائمًا على الماء؛ ليجد فُرصةً فيشربَ، وقد عاف يعيف عَيْفًا.
قوله: (فَأَرْسَلُوا جَرِيًّا أَوْ جَرِيَّيْنِ): (الجَرِيُّ): بفتح الجيم، وكسر الراء، وتشديد الياء، قال الخليل: (الجريُّ: الرسول؛ لأنَّك تُجريه في حوائجك)، وقال أبو عُبيد: الوكيل، قال ابن الأنباريِّ: الذي يتوكَّل عند القاضي وغيره، وقيل: الأجير.
قوله: (قَالَ النَّبِيُّ صلعم...) إلى آخر كلامه ╕: هذا القدرُ مَرْفُوعٌ، والباقي موقوفٌ على ابنِ عَبَّاسٍ، كما تَقَدَّمَ.
قوله: (فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ): (ألفى): وجد، و(أمَّ): مَنْصُوبٌ مفعول.
قوله: (تُحِبُّ الإِنْسَ): هو بكسر الهمزة في أصلنا، والذي أحفظه بضمِّها، وهما قريبان(15)، ثُمَّ رأيتها بالضَّمِّ في خطِّ شيخنا أبي جعفرٍ، ثُمَّ رأيت بعضهم قيَّدَه بهما.
قوله: (وَشَبَّ(16) الْغُلَامُ): أي: كَبُرَ.
قوله: (وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ): فيه ردٌّ لما في «المستدرَك» _وقد رأيته في بعض كتب الأوائل_: أنَّ(17) أوَّل من تكلَّم بالعربيَّة إِسْمَاعِيل، ولفظ «المستدرك» في إِسْمَاعِيل موقوفًا على ابن عَبَّاسٍ _كما أنَّه هنا: (إنَّه تَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ منهم) موقوفٌ عليه_: «أوَّل من نطق بالعربيَّة...» إلى آخر الحديث، وفي سنده عبد العزيز بن عمران، وهو واهٍ، تعقَّب الذَّهَبيُّ الحديث المذكور في «تلخيصه» به، وقد تَقَدَّمَ كلام السُّهَيليِّ، وقد ذكر شيخنا ما في «المستدرك» ولم يتعقَّبه، قال: (وذكر ابن إسحاق...)، فذكر إسناده إلى أبي ذرٍّ مرفوعًا: (أنَّه أوَّل من كتب بالعربيَّة، قال أبو عمر: هو أصحُّ من رواية مَن روى: أنَّه أوَّل من تكلَّم بها)، قال: (وفي «أدب النَّحَّاس» بإسناده إلى عليٍّ مرفوعًا: «أوَّل من أنطق الله لسانه بالعربيَّة الُمبِينة إِسْمَاعِيل، وهو ابن أربعَ عشرةَ سنةً»، وأثنى أبو عُبَيدةَ على إسناده، وذكر له أبو عُمرَ متابِعًا في كتابه «القصد والأمم»، وقال ابن سعدٍ: أَخْبَرنَا الأسلميُّ _يعني والله أعلم: الواقديَّ_ عن غير واحدٍ مِن أهل العلم: أنَّ إِسْمَاعِيل أُلهم مِن يوم وُلَد لسانَ العرب، وقال هشام بن مُحَمَّدٍ: قال الشرقيُّ: عربيَّة إِسْمَاعِيل أفصح مِن عربيَّة يعرب بن قحطان، وقال النَّحَّاس: عربيَّة إِسْمَاعِيل هي الَّتي أُنزِل بها القرآن، وأمَّا عربيَّة حِميَرَ وبقايا جُرْهُم؛ فغير هذه العربيَّة، وليست فصيحةً، وعن أبي عمرو بن العلاء قال: أوَّل مَن فَتَقَ الله لسانَه بالعربيَّة المُبِينَة إِسْمَاعِيلُ، قال أبو عمر: لا يصحُّ غير هذا، وفي «الوشاح» لابن دُرَيدٍ: أوَّل من تكلَّم بالعربيَّة القديمة يَعْرُبُ بن قحطان، ثُمَّ إِسْمَاعِيلُ)، انتهى، ولعلَّ الجمع بين هذا وبين ما في «الصحيح» _إن صحَّ هذا_: أنَّ إِسْمَاعِيل أوَّل من تكلَّم بها مُبِينَة فصيحة، والله أعلم.
قوله: (وَأَنْفَسَهُمْ): هو بفتح الفاء؛ أي: أَعْجَبَهُمْ وعَظُمَ في نفوسِهم.
قوله: (زَوَّجُوهُ امْرَأَةً منهم): ستأتي تسميتُها قريبًا [خ¦3365].
قوله: (يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ): سيأتي قريبًا الكلام عليها [خ¦3365].
قوله: (يَبْتَغِي): أي: يطلب؛ يعني: الصيد.
قوله: (كَأَنَّهُ آنَسَ): هو بمدِّ الهمزة؛ أي: أبصر ورأى شيئًا لم يعهده، يقال: آنست؛ أي: علمتُ، واستأنست: استَعْلَمْتُ.
قوله: (جَاءَنَا شَيْخٌ كَذَا وَكَذَا): (شَيْخٌ): مُنَوَّنٌ مَرْفُوعٌ؛ أي: شيخٌ صفته كَذَا وَكَذَا.
قوله: (ذَاكِ): هو بكسر الكاف، خطاب لمؤنَّثٍ، وهذا مَعْرُوفٌ.
قوله: (الْحَقِي): هو بهمزة وصلٍ، فإن ابتدأتَ بها؛ فاكسِرْها؛ لأنَّه ثُلاثيٌّ.
[قوله]: (وَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ أُخْرَى): الثانية ستأتي تسميتُها قريبًا، والاختلاف فيه.
قوله: (وَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ): هذه هي الثانية، وستأتي تسميتُها مع الاختلاف فيه.
قوله: (فَهُمَا لَا يَخْلُو عَلَيْهِمَا أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلَّا لم يُوَافِقَاهُ): (يَخْلُو): بالخاء المُعْجَمَة، وقوله (يُوَافِقَاهُ): قال ابن قرقول: (يعني: الماء واللَّحم، قال المطرِّز: أخلى الرجل على اللَّبن؛ إذا لم يشرب سواه، وفي «البارع»: خلا؛ ثُلاثيٌّ بمعناه، وقيل: يخلو: يعتمد، والمعنى واحدٌ)، انتهى، ولابن الأثير نحوه.
قوله: (وَمُرِيهِ يُثَبِّتُْ(18)): يجوز في (يُثبِّت) الجزم والرفع، وإعرابهما ظاهران.
قوله: (ذَاكِ أَبِي): تَقَدَّمَ أنَّه بكسر الكاف؛ لأنَّه خطابٌ لمؤنَّثٍ.
قوله: (إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَهُنَا بَيْتًا): سيأتي الكلام عليه، وعلى ما يجيء بعده [خ¦3365]، و(الأَكْمَة): الرابية، وقد تَقَدَّمَ الكلام عليها مُطَوَّلًا [خ¦1013].
قوله: (بِهَذَا الْحَجَرِ): يعني: حجر المقام.
قوله: (حَتَّى يَدُورَا(19)): هو مستقبل (دار)، وفي نسخة: (تدَوَّرا)؛ بفتح أوَّله وثانيه وثالثه المشدَّد.
[1] في (أ): (إلى).
[2] انظر «تهذيب الكمال» ░24/151▒ ░4956▒، وزيد في (أ): (قوله) وأخلى بعده بياضًا.
[3] (إنَّ): سقط من (ب).
[4] (بن): سقط من (ب).
[5] في (ب): (كما أن لسيدها وسيدنا).
[6] في (أ): (أذنيها)، (ب): (أذنها)، والمثبت من «التوضيح».
[7] (أبي): سقط من (ب).
[8] في (ب): (وسكون النون).
[9] في (ب): (الأمصار).
[10] (وعفا عنه): سقط من (ب).
[11] زيد في (ب): (◙).
[12] وهو رواية «اليونينيَّة».
[13] زيد في (ب): (☺).
[14] (اعلم): سقط من (ب).
[15] في (ب): (قولتان).
[16] في (ب): (وثب)، وهو تحريفٌ.
[17] (أن): سقط من (ب).
[18] في (ب): (ببيت)، وهو تصحيفٌ، وفي «اليونينيَّة»: (يُثْبِتُ)؛ بالتخفيف والرفع، في هامشها: (كذا في «اليونينية»، وفي بعض أصولٍ صحيحةٍ: «يُثَبِّت» بالتشديد في هذه والتي بعدها، وفي «الفرع المكي» هذه مشدَّدة فقط).
[19] في (ب): (تدرا)، وهو تحريفٌ.