عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس
  
              

          ░2▒ (ص) بابٌ: أَنْ يَتْرُكَ وَرَثَتَهُ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَكَفَّفُوا النَّاسَ.
          (ش) أَي: هَذَا بابٌ يُذكَر فيه: (أَنْ يَتْرُك...) إلى آخره، وأخذ هَذِهِ الترجمة مِن لفظ الْحَدِيث مع بعض تغيير فِي اللفظ، فإنَّ لفظ الْحَدِيث: «إِنَّكَ أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ» وكلمة (أَنْ) يجوز فيها فتح الهمزة وكَسْرِها، ففي الْفَتْحِ تكون (أَنْ) مصدريَّةً تقديره: بأن يترك؛ أَي: تركُه ورثَته أغنياء، فقوله: (أَنْ يَتْرُكَ) فِي محلِّ الرفع على الابتداء بالتقدير المذكور، وقوله: (خَيْرٌ) خَبَره، وفي الكَسْرِ تكون (إِن) شرطيَّة وجزاؤها محذوفٌ، تقديره: إن يترُكَ ورثتَه أغنياءَ فهو خيرٌ، وقال ابْن مَالِك: مَن خصَّ هَذَا الحكم بالشعر فقد ضيَّق الواسعَ، و(التكفُّف) بسط الكفِّ للسؤال، أو يسأل الناس كفافًا مِن الطعام أو ما يكفُّ الجوعة، أو بمعنى: يسألون بالكفِّ.