مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب وضع القدم على صفح الذبيحة

          ░13▒ باب وضعه القدم على صفحة الذبيحة تقدم حديثه، وكذا باب التكبير عند الذبح تقدم بحديثه أيضاً.
          قال والدي ⌂:
          (الأضحى والمنحر) قوله: (محمد المقدمي) بلفظ مفعول التقديم، و(خالد بن الحارث) الهجيمي مصغر الهجم بالجيم، فإن قلت: أين دلالة الحديث على الترجمة؟ قلت: لما كان معلوماً أن منحره صلعم بالمصلى علم منه الترجمة بجزئيها.
          قوله: (كثير) ضد القليل (ابن فرقد) بفتح الفاء والقاف وإسكان الراء بينهما وبالمهملة المدني. قوله: (أقرنين) أي: صاحبا القرن، و(أبو أمامة) بضم الهمزة اسمه أسعد الصحابي وإنما قال وكان المسلمون يسمنون رداً لما حكي عن بعض أصحاب مالك كراهة التسمين لئلا يتشبه باليهود.
          قوله: (آدم بن أبي إياس) بكسر الهمزة وخفة التحتانية، و(عبد العزيز بن صهيب) بضم المهملة، و(أبو قلابة) بالقاف المكسورة وتخفيف اللام وبالموحدة، و(انكفأ) أي: انعطف، و(الأملح) الأبيض الذي يخالطه سواد وفيه استحباب التكثير من الضحايا والتضحية بيده.
          و(إسماعيل) هو ابن علية بضم المهملة وشدة التحتانية، و(حاتم) بالمهملة وكسر الفوقانية، ابن وردان بفتح الواو وتسكين الراء وبالمهملة وبالنون البصري، و(وهيب) مصغراً.
          فإن قلت: لم قال أولاً قال وقال ثانياً تابعه؟ قلت: إنما يستعمل القول / إذا كان على سبيل المذاكرة وأما المتابعة فهي عند النقل والتحميل.
          قوله: (عمرو بن خالد الحراني) بفتح المهملة وشدة الراء وبالنون المصري، و(يزيد) من الزيادة ابن أبي حبيب ضد العدو، و(أبو الخير) ضد الشر، مَرْثَد _بفتح الميم والمثلثة وتسكين الراء بينهما وبالمهملة_، و(عقبة) بضم المهملة وإسكان القاف، و(العتود) بضم الفوقانية من أولاد المعز خاصة وهو ما رعي ولم يبلغ سنة، وهذا من خصائص عقبة ☺.
          قوله: (الجذع من المعز) هو الذي لم يطعن في الثالثة، وهو أيضاً من خصائص أبي بردة، و(مطرف) بفاعل التطريف بالمهملة والراء، ابن طريف بالمهملة الحارثي، و(الداجن) الشاة التي ألفت البيوت واستأنست قيل: إنما لم تدخل التاء فيها؛ لأن الشاة مما يفرق بين الجنس وواحده بالتاء فتأنيثه وتذكيره يظهر بالوصف.
          وأجيب: بأن هذا التقرير لا يصح ههنا لأن الجذعة للمؤنث فيلزم أن يكون مذكراً مؤنثاً، والأولى أن يقال: الداجن صار اسماً للألف في البيت، واضمحل معنى الوصفية عنه فاستوى فيه المذكر والمؤنث.
          قوله: (عبيدة) مصغر ضد الحرة، ابن معتب بلفظ فاعل التعتيب والأعتاب أيضاً بالمهملة والفوقانية والموحدة، الضبي، و(حريث) مصغر الحرث أي: الزرع ابن أبي مطرف الفزاري بالفاء وخفة الزاي وبالراء الخياط بالمعجمة والتحتانية والمهملة الكوفي.
          و(عاصم) أي: الأحول، و(داود) هو ابن أبي هند البصري، و(عناق) بفتح المهملة الأنثى من أولاد المعز ذات سنة أو قريب منها، وأضيف إلى اللبن إشارة إلى صغرها؛ أي: قريبة من الرضاع.
          قوله: (زبيد) مصغر الزبد بالزاي والموحدة والمهملة، ابن الحارث اليامي بالتحتانية والميم، و(فراس) بكسر الفاء وخفة الراء وبالمهملة، ابن يحيى الكوفي، و(أبو الأحوص) بالمهملتين والواو، سلام الحنفي، و(منصور) هو ابن المعتمر عن الشعبي أيضاً، و(ابن عون) بفتح المهملة وسكون الواو وبالنون عبد الله.
          فإن قلت: تارة قال عناق وتارة قال جذعة وتارة جمع بينهما، والقصة واحدة. قلت: لا منافاة بينهما إذ المراد بالجذعة ما هو من المعز والعناق أيضاً ولد المعز، ويشترط فيهما عدم بلوغهما إلى حد النزوان.
          فإن قلت: قال مرة: جذع مذكراً وأخرى جذعة مؤنث. قلت: تاء الجذعة للوحدة أو أراد بالجذع الجنس.
          قوله: (سلمة) بفتحتين ابن كيسان مصغراً الحضرمي الكوفي، و(أبو جحيفة) مصغر الجحفة بالجيم والمهملة والفاء، اسمه وهب الصحابي، و(المسنة) هي الثنية يعني البالغة. والخيرية بحسب السمة والنفاسة، و(الصفاح) جمع الصفحة وصفحة كل شيء جانبه.
          قوله: (في بدنته) أي: في تضحية بدنته، و(أقضي) لا يراد به القضاء الاصطلاحي بل القضاء اللغوي الذي هو بمعنى الأداء، و(حجاج) بفتح المهملة وشدة الجيم الأولى (ابن منهال) بكسر الميم وإسكان النون، و(زبيد) مصغراً بالموحدة مر آنفاً، و(لن تجزي) أي: لن تكفي أو لن تقضي، وفي بعضها: ((لم تجز))، و(توفى) من التوفية ومن الإيفاء؛ أي: لن تعطي حق التضحية عن أحد غيرك أو لن يكمل ثوابه، وهذا شك من الراوي.
          قوله: (هنة) أي: حاجة جيرانه إلى اللحم وفقرهم، و(عذره) أي: قبل عذره وجعله معذوراً، و(جذعة) أي: من المعز بقرينة الروايات الأخر، ولأن جذعة الضأن لا تختص به.
          فإن قلت / : كيف يكون واحد خيراً من أضحيتين بل العكس أولى كما في صورة الإعتاق، فإن إعتاق رقبتين خير من إعتاق واحدة.
          قلت: المقصود في الضحايا طيب اللحم لا كثرته، فشاة سمينة أفضل من شاة غير سمينة وإن تساويا في القيمة، وأما العتق فتكثير العدد مقصود فيه فتفكيك رقاب متعددة خير من فك رقبة واحدة، وإن كانت الواحدة أكثر قيمة منهما مر الحديث في كتاب العتق.
          قوله: (الأسود) ضد الأبيض، ابن قيس العبدي بالمهملة وسكون الموحدة، و(جندب) بضم الجيم وسكون النون وفتح المهملة وضمها، البجلي بالموحدة والجيم المفتوحتين، و(فراس) بكسر الفاء وتخفيف الراء وبالمهملة، و(فعلت) أي: الذبح قبل الصلاة، و(عجلته) من التعجيل؛ أي: قدمته لأهلك.
          قوله: (خير نسيكته) فإن قلت: اسم التفضيل يقتضي الشركة والأولى لم تكن نسيكة. قلت: الأولى وإن وقعت شاة لحم له فيها ثواب لكونه قاصداً جبران الجيران فهي أيضاً عبادة أو صورتها كانت صورة النسيكة(1).
          و(عامر) هو الشعبي، و(الصفح) بفتح الصاد وضمها الجانب. فإن قلت: الرجل لا يضعها إلا على صفحة فلم قال صفاحها. قلت: لعله على مذهب من قال: أقل الجمع اثنان لقوله تعالى: {صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم:4] فكأنه قال: صفحتيهما وإضافة المثنى إلى المثنى تفيد التوزيع، فمعناه وضع رجله على صفحة كل منهما انتهى كلام والدي ⌂.
          أقول: قال الشيخ صدر الدين ابن الوكيل الشافعي ⌂ في ((الأشباه والنظائر)): مما يقال أنه سنة على الكفاية السلام فلو لقي جماعة جماعة مسلم واحد منهم كفى لأداء السنة ومنها تشميت العاطس، ومنها التسمية على الأكل، فلو سمى واحد من الجماعة أجزأ عن الباقين نص الشافعي على ذلك، ومنها الشاة الواحدة لا تجزئ في الأضحية إلا عن واحد، لكن إذا ضحى بها واحد من أهل البيت تأدى الشعار والسنة بها لجميعهم، وعلى ذلك حمل ما روي: ((أنه ◙ أتى بكبش فأضجعه وقال: بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ثم ضحى به)) انتهى كلامه.
          أقول: وروى ابن وهب عن حيوة عن أبي صخر عن أبي نشيط عن عروة عن عائشة: ((أنه ◙ أمر بكبش أقرن يطأ في سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد وتم ذبحه وقال: بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمته ثم ضحى به)) ذكره ابن المنذر.
          وذكر ابن وهب بسنده عن جابر: ((أن النبي صلعم دعا بكبش فذبحه وقال: بسم الله والله أكبر اللهم عني وعن من لم يضحِّ من أمتي)).


[1] في هامش المخطوط: أقول: أو باعتقاد الذابح.