نجاح القاري لصحيح البخاري

باب من أدرك من الصلاة ركعة

          ░29▒ (باب مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلاَةِ رَكْعَةً) قال الكرمانيُّ: الفرق بين البابين أنَّ الأوَّل فيمن أدرك من الوقت قدر ركعة، وهذا فيمن أدرك من نفس الصَّلاة ركعة.
          وقال محمود العيني: ذاك الباب أَخصُّ، وهذا الباب أعمُّ؛ لأن قولهَ: ((من الصَّلاة)) يشمل الصَّلوات الخمس، وأوردَ البخاريُّ في الباب السَّابق عن عطاء ومن معه عن أبي هريرة [خ¦579]، وأوردَه في هذا الباب عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
          وكذا في باب من أدرك من العصر: عن أبي سلمةَ عن أبي هريرة [خ¦556]، والأحاديث الثَّلاثة عن أبي هريرة، ولمَّا كان ذِكرُ العصر مقدَّماً على الصُّبح في حديث باب من أدرك من العصر، قال في التَّرجمة: باب من أدرك من العصر، وفي الباب السَّابق لمَّا كان الصُّبح مقدَّماً في حديثه [خ¦579] قال في التَّرجمة: باب من أدرك من الفجر، فراعى المناسبة في التَّقديم والتَّأخير، وكذلك في هذا الباب لمَّا كان ذكرُ الصَّلاة غيرَ مقيَّدةٍ بشيء ذكر التَّرجمة بقوله: باب من أدرك من الصَّلاة، وذلك يَدلُّ على إمعان نظرٍ في التصرُّفات، والله أعلم.