نجاح القاري لصحيح البخاري

باب فضل صلاة الفجر

          ░26▒ (باب فَضْلِ صَلاَةِ الْفَجْرِ) وفي رواية أبي ذرٍّ: <باب فضل صلاة الفجر والحديث>.
          وقال الكرماني: ولم يظهر مناسبة لفظ الحديث في هذا الموضع، وقد يقال: الغرض منه باب كذا، وباب الحديث الوارد في فضل صلاة الفجر. انتهى.
          وقال الحافظ العَسْقَلانيُّ: ولم يظهر لقوله: «والحديث» توجيهٌ في هذا الموضع، واستَبعدَ توجيهَ الكرمانيِّ، ثمَّ قال: ولم أرَ هذه الزِّيادة في شيء من المستخرجات، ولا عرَّج عليها أحد من الشُّرَّاح، فالظَّاهر أنَّها وهمٌ، ويدلُّ لذلك أنَّه ترجم لحديث جرير [خ¦554] أيضاً: باب فضل صلاة العصر من غير زيادة، ويُحْتَمل أنَّه كان فيه: باب فضل صلاة الفجر والعصر فتحرَّفت الكلمة الأخيرة. انتهى.
          وتعقَّبه محمودٌ العينيُّ: بأنَّ توجيه الكَرُماني ليس بأبعد من ادِّعاء الوهم، ولا يلزم من تركه لفظ الحديث في باب فضل صلاة العصر أن تكون هذه اللَّفظة هاهنا وهماً، والاحتمال الذي ذكره بعيد؛ لأنَّ تحرُّف العصر بالحديث بعيدٌ جداً.
          وأمَّا وجه اختصاص هذا الباب بهذه اللَّفظة دون سائر الأبواب التي يذكر فيها فضائل الأعمال فيحتمل أن يكون أنَّ صلاة الفجر إنما هي عقيب النَّوم، والنَّوم أخو الموت، ألا ترى كيف وَرَدَ أن يُقال عند الاستيقاظ من النَّوم: ((الحمد لله الَّذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النُّشور)) [خ¦6312]، فإذا كان كذلك ينبغي أن يجتهد المستيقظ على أداء صلاة الفجر شكراً لله على حياته، وإعادة روحه إليه، ويَعلم أنَّ لإقامتها فضلاً عظيماً لورود الأحاديث فيه، فنبَّه على ذلك بقوله: والحديث، وخَصَّ هذا الباب بهذه الزِّيادة.