نجاح القاري لصحيح البخاري

باب: إذا أهدى للمحرم حمارًا وحشيًا حيًا لم يقبل

          ░6▒ (بابٌ إِذَا أَهْدَى) أي: الحلال (لِلْمُحْرِمِ حِمَاراً وَحْشِيًّا حَيًّا) صفة لحمار بعد صفة، وليست هذه الصِّفة بموجودة في أكثر النُّسخ.
          وقال الحافظ العسقلانيُّ: كذا قيَّده في التَّرجمة بكونه حيًّا، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ الرِّواية الَّتي تدلُّ على أنَّه كان مذبوحاً موهومة.
          وقال العينيُّ: لم يذكر هذا القيد في حديث الباب صريحاً، ولكن قوله: أَهْدى لرسول الله صلعم حماراً وحشيًّا، يحتمل أن يكون هذا الحمار حيًّا، ويحتمل أن يكون مذبوحاً، إلَّا أنَّ مسلماً صرَّح في إحدى رواياته عن الزهريِّ: من لحم حمار وحش، وفي رواية منصور، عن الحكم: ((أهدى رجل حمار وحش))، وفي رواية شعبة، عن الحكم: ((عجز حمار وحش يقطر دماً))، وفي رواية زيد بن أرقم: ((أهدي له عضو من لحم صيد))، وهذه الرِّوايات كلُّها تدلُّ على أنَّ الحمار المهدي غير حيٍّ، فكيف يقول هذا القائل: وفيه إشارةٌ إلى أنَّ الرِّواية التي تدلُّ على أنَّه كان مذبوحاً موهومة، فَتَأمَّل.
          (لَمْ يَقْبَلْ) يعني: لا يقبل.