نجاح القاري لصحيح البخاري

باب: لا يشير المحرم إلى الصيد لكى يصطاده الحلال

          ░5▒ (بابٌ) بالتَّنوين (لاَ يُشِيرُ الْمُحْرِمُ إِلَى الصَّيْدِ لِكَيْ يَصْطَادَهُ الْحَلاَلُ) اللام في (لكي) للتعليل وكي بمنزلة أن المصدرية معنى وعملاً، ويؤيِّده صحَّة حلول إن محلها، وأنها لو كانت حرف تعليل لم يدخل عليها حرف تعليل، ومن ذلك قوله تعالى: {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا} [الحديد:23] وقولك: جئتك كي تكرمني، وقوله تعالى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً} [الحشر:7] إذا قدرت اللام قبلها، فإن لم تقدَّر فهي تعليلية جارة، ويجب حينئذٍ إضمار (أن) بعدها، قاله ابن هشام.
          وتعقَّبه البدر الدَّمامينيُّ: بأنَّ خصوصيَّة التَّعليل هنا لغو، ولو قال: إذ لو كانت حرف جرٍّ لم يَدْخل عليها حرف جر، لكان مستقيماً وسَلِمَ من ذلك.