التوضيح لشرح الجامع البخاري

حديث: ثم أن تقتل ولدك أن يطعم معك

          ثمَّ ساق في البابِ أحاديثَ:
          6861- أحدُها: حديثُ ابْنِ مَسْعُودٍ ☺: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ الحديث.
          وقولُه: (أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ) هو كقولِه تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} [الإسراء:31] وقولِه تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام:140].
          قال عِكْرِمَةُ: نزلتْ فيمن يَئِدُ البناتِ مِن رَبِيْعَةَ ومُضَر. وقال قَتَادَةُ: كان أهلُ الجاهليَّةِ يقتلُ أحدُهم ابنتَه مخافةَ الفَاقَةِ فحرَّم اللهُ تعالى قتْلَ الأطفال، وأخبرَ رسولُه أنَّ ذلك ذنْبٌ عظيمٌ بعد الكفر، وجعل بعدَه في العِظَمِ الزِّنا بحليلةِ الجارِ لِعِظَمِ حقِّ الجار وتأكيدِ حُرْمتِه. وقد سلف هذا قريبًا في بابِ إثمِ الزُّناةِ. والنِّدُّ النَّظِيرُ والمِثْلُ، وكذلك النَّدِيد.
          وقولُه تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} قال مُجَاهِدٌ: هو وادٍ في جهنَّمَ، وقيل: يعني أَثامَ ذلك. وقال الخليلُ وسِيبَويه: أي جزاء الأثام. وقال القُتَبيُّ: الأَثامُ العُقُوبةُ.