التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من أفرغ بيمينه على شماله في الغسل

          ░11▒ بَابُ مَنْ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فِي الغُسْلِ:
          265- ثُمَّ ساقَ حديثَ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: (وَضَعْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلعم غُسْلًا وسَتَرتُهُ، فَصَبَّ عَلَى يَدِهِ، فَغَسَلَهَا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ). قال سُلَيْمَانُ _يعني الأعمشَ أَحَدَ رُواتِه_ لَا أَدْرِي ذَكَرَ الثَّالِثَةَ أَمْ لَا، (ثُمَّ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ، فَغَسَلَ فَرْجَه، ثُمَّ دَلَكَ يدَهُ بِالْأَرْضِ أَوِ الحَائِطِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَغَسَلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، فَنَاوَلْتُهُ خِرْقةً، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَلَمْ يُرِدْهَا).
          وهو ظاهرٌ فيما ترجَمَ له، والحديثُ محمولٌ على أنَّه كانَ في يدِهِ أو في فَرْجِهِ جنابةٌ أو أذًى فلِذَلِكَ دَلَكَ يدَهُ بالأرضِ وغسَلَها قبْلَ إدخالِها في وَضُوئِهِ على ما سَلَفَ في البابِ قَبْلَه.
          وفيه إباحةُ النَّفْضِ وعدمُ التَّنشيفِ على ما سَلَفَ، وفيه غيرُ ذلك مِمَّا سَلَفَ.
          وقولًها: (غُسْلًا) هو بالضَّمِّ أي ما يُغتَسَلُ به كمَا صرَّح به في الرِّوايةِ الآتيةِ / في البابِ بعدَهُ.