التوضيح لشرح الجامع البخاري

حديث: إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه

          3509- الحديث الثاني: حديثُ وَاثِلَةُ بْنَ الأَسْقَعِ: (قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الفِرى أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ، أَوْ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلعم مَا لَمْ يَقُلْ).
          وأخرجه البخاريُّ في التعبير [خ¦7043] مِن حديث ابن عُمَرَ ☻ مرفوعًا: ((أَفْرىَ الفِرَىْ أَنْ يُرِيَ الرجلُ عَيْنَيْهِ ما لم يَرَيَا)).
          و(الفِرى) بكسر الفاء جمع فِرْيَة وهي الكذب والبَهْتة والدَّهَش، يُقَال: فَرَى فلانٌ بكذا إذا خَلَقَه يَفْرِي فِريًا _بكسر الفاء_ وفَرَى يَفْرِي فِرًى، وفَرَى الشيءَ إذا قَطَعَه لإصلاحه وأَفْرَاه إذا أفسده، وهو هنا الكذب مثل: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا} [الشورى:24] أي اختلق، والمعنى: أشدُّ الكذب إخبارُ الرجل أنَّه رأى في المنام ما لم يرَه، وذلك لأنَّ المنامَ جزءٌ مِن الوحي، فكأنَّه يخبر أنَّ الله ╡ ألقى إليه ما لم يُلقه، ففيه تحريمُ دعوى ما ليس له مِن كلِّ شيءٍ، سواءٌ تعلَّق به حقٌّ لغيره أم لا، وأنَّه لا يحلُّ لأحدٍ أن يأخذ ما حكم له الحاكم إذا كان لا يستحِقُّهُ.
          فائدةٌ: في إسناده (حَرِيزٌ) وهو بالحاء المهملة ثمَّ راءٍ مهملةٍ ثمَّ مثنَّاةٍ تحت ثمَّ زايٍ، وهو ابن عُثْمَان رَحْبيٌّ حِمْصيٌّ، مات سنة ثلاث وستِّين ومئةٍ، ومولده سنة ثمانين عام الجُحَاف، و(النَّصْريُّ) الراوي عن (وَاثِلةَ) _بالنُّون_ عبدُ الواحدِ بن عبدِ الله.