التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: كانَ النبي تنام عينه ولا ينام قلبه

          ░24▒ (بَابُ كَانَ النَّبِيُّ صلعم تَنَامُ عَيْنُهُ ولا يَنَامُ قَلْبُهُ
          رَوَاهُ سَعيدُ بْنُ مِينَاءَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلعم).
          سيأتي بعدُ [خ¦7281] عن مُحَمَّد بن عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا يَزيدُ، حَدَّثَنَا سَليمُ بن حيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن مِيْنَاءَ عن جابرٍ به.
          3569- ثمَّ ساق حديثَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: (أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ ♦: كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلعم فِي رَمَضَانَ؟ قَالَتْ: مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً...) الحديث، (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَنَامُ قبلَ أن تُوتِرَ؟ قَالَ: تَنَامُ عَيْنِي وَلَا يَنَامُ قَلْبِي)، وقد سلف [خ¦1147].
          3570- وحديث أنسٍ في الإسراء: (وَالنَّبَيُّ صلعم نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ، فَتَوَلَّاهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ).
          وقد سلف / الكلام على ذلك، والبخاريُّ روى هذا فقال: (حَدَّثَنَا إسماعيلُ حَدَّثَنَا أَخِي) وإسماعيلُ هو ابن أبي أُوَيْسٍ، وأخوه عبد الحميد الأَعشى، وحديثُ عائِشَةَ دالٌّ على جوازِ التَّنفُّلِ بأكثر مِن اثنتين، فإنَّ فيه: (يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ...) إلى آخره، وأبعدَ مَن قال: لَا ينامُ قلبه في أكثر الأوقات لحديث الوادي.
          وقوله في حديث أنسٍ: (جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ) ليس في أكثر الروايات هذه اللَّفظة، وإن تكن محفوظةً فلم يأته في عَقِب تلك الليلة بل بعدها بسنين؛ لأنَّه إنما أُسريَ به قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: بسنتين، وقيل: بسَنَةٍ، ذكره كلَّه ابنُ التِّين.
          قال: وقوله: (فِيْمَا يَرَى قَلْبُهُ) يريد بين النَّائم واليقظان، قال: وقيل: أُسِرَي بجسده، قال: وقيل: بروحِه، وقد سلف كلُّ ذلك واضحًا.