التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية

          ░13▒ (بَابُ مَنِ انْتَسَبَ إِلَى آبَائِهِ فيِ الإِسْلَامِ وَالْجَاهِلِيَّةِ
          وَقَالَ ابن عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ ♥ عَنِ النَّبِيِّ صلعم: إِنَّ الكَرِيمَ ابْنَ الكَرِيمِ ابْنَ الكَرِيمِ ابْنَ الكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ. وَقَالَ البَرَاءُ ☺ عَنِ النَّبِيِّ صلعم: أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ).
          3525- ثمَّ ساق عن ابن عبَّاسٍ ☻ قَالَ: (لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] جَعَلَ النَّبِيُّ صلعم يُنَادِي: يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَديٍّ، لِبُطُونِ قُرَيْشٍ).
          3526- وَقَالَ لَنَا قَبِيصَةُ: حَدَّثَنَا سُفْيِانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابن عبَّاسٍ ☻ قَالَ: (لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] جَعَلَ النَّبِيُّ صلعم يَدْعُوهُمْ قَبَائِلَ قَبَائِلَ).
          3526- ثمَّ ساق بسنده إلى أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ أنَّه ◙ قَالَ: (يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ...) الحديث.
          الشرح: أمَّا حديث أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عُمَرَ فسلفا مُسنَدَيْن [خ¦3382] [خ¦3383]، وحديثُ البَرَاء تقدَّم مسنَدًا في الجهاد [خ¦2864]، وحديثُ ابن عبَّاسٍ سلف بعضه في الجنائز [خ¦1394] ويأتي في التفسير [خ¦4770]، وأخرجه مسلمٌ والتِّرْمذيُّ وابنُ ماجه.
          وقوله: (وَقَالَ لَنَا قَبِيصَةُ) رواه الإسْمَاعيليُّ عن عبدِ اللهِ بن زَيْدَانَ عن قَبِيصةَ، وعن الحسنِ عن محمودِ بن غَيْلانَ عن قَبِيصةَ، وعن القاسمِ عن أبي زُرْعةَ وغيره عن قَبِيصَةَ، ورواه أبو نُعَيمٍ عن الطَّبرانيِّ عن حفصِ بن عُمَرَ عن قَبِيصةَ، وزعم بعضُهم أنَّ البخاريَّ سمعَهُ منه في المذاكرة، وقد سلف في الوقف طرفٌ منه.
          وقوله: (أَنَا ابن عَبْدِ المُطَّلِبِ) فيه النِّسبة إلى الجدِّ وأن يقول: أنا ابن فلانٍ للجدِّ، والنسبةُ للكافر، والنَّبيُّ صلعم لم يمسَّهُ ولادةُ حرامٍ في نسبه، وكذلك الأنبياء يُدْعَون إلى آبائهم على حالهم على حكم الدُّنيا.
          وفيه أنَّ قُرَيْشًا كلَّها مِن الأقربين إلى رسول الله صلعم، وفيه بَدَاءَةُ الشارع بقومِه، فإذا قامت حُجَّته عليهم قامت على مَن سواهم ممَّن أمر بتبليغه.
          وقوله: (اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ) أي أسلموا تسلموا مِن عذاب الله فيكون ذلك كالاشتراء، كأنَّهم جعلوا إيمانهم وطاعتهم ثمنًا لنجاتهم مِن العذاب، وفيه فضلُ صفيَّةَ وتكنية المرأة حيث قال: (يَا أُمَّ الزُّبَيْر بْنِ العَوَّامِ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ صلعم).