التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب نسبة اليمن إلى إسماعيل

          ░4▒ (بَابُ نِسْبَةِ اليَمَنِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ
          مِنْهُمْ أَسْلَمُ بْنُ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ).
          3507- ثمَّ ذكر حديثَ سَلَمَةَ: خرجَ على قومٍ مِن أسلَمَ يَتَنَاضَلُونَ بالسُّوقِ فقال: (ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا...).
          وقد سلف قريبًا مع الكلام عليه [خ¦3500].
          قيل: كان عَمْرُو بن عامرٍ بأرض مأربَ، وكان لهم سدٌّ يصعد به الماء مِن واديهم فيسقي جنَّتَهُم، وكانت المرأة منهم تخرج بمِكْتَلِها على رأسِها ومِغْزَلُها في يدها فترجعُ وهو ملآنُ تمرًا مِن غير اجتناءٍ، فبَطِرُوا النِّعمة فقالوا: {رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا}، قال الله تعالى: {وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [سبأ:19] فبعثَ الله على سدِّهم الجُرذَ فجعل يحفِرُ فيه وكان جُرذًا أعمى، فلمَّا رأى ذلك عَمْرِو قال لبنيهِ: إذا جلس النَّاس إليَّ _وكان النَّاس يغشُون مجلسَهُ ويستشيرونه_ فإذا أمرتُ أصغركم بشيءٍ فلا يلتفتْ إلى قولي، ثمَّ آمرُه ثلاثًا فلا يلتفتْ إلى قولي فأنتهرُه، فإذا فعلتُ فليرفع يده ويلطمُني ولا ينكرْ منكم أحدٌ، ففعلَ فنَكَسَ مَن حضر رؤوسهم إذ لم يروا بنيه أنكروا، فقال: يصنع بي هذا أَصغرُ ولدي بحضرتكم فلا تُنكرون، وحلفَ ليرحلنَّ، فكان ذلك سببُ ما أراد الله للأنصار مِن خيرٍ.
          فائدة: معنى (يَتَنَاضَلُونَ) يترامُون بالسِّهام، يُقَال: نَضَلَ فلانٌ فلانًا في المُراماةِ إذا غَلَبه.