التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب خاتم النبيين

          ░18▒ (بَابُ خَاتِمِ النَّبِيَّينَ صلعم)
          3534- ذكر فيه حديث جابرٍ ☺ قَالَ: (قَالَ النَّبِيُّ صلعم: مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ كَرَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَهَا إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ وَيَقُولُونَ: لَوْلَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ).
          3535- وحديث أَبِي هُرَيْرَةَ سلف مثله [خ¦2286]، وفيه: (إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ)، وفيه: (يقولون: هَلَّا وُضِعَتْ / هَذِهِ اللَّبِنَةُ، قال: فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ).
          الشرح: (اللَّبِنَةِ) بكسر اللام وسكون الباء، وتُقَال بكسر الباء وفتح اللام، وذكر القُرْطُبيُّ في «أسمائه» هذا الحديث، والزَّاْوِيَة الرُّكن؛ قاله الدَّاوديُّ، قال ثعلبُ: الخاتَم الذي ختم به الأنبياء، والخاتم أحسن الأنبياء خَلْقًا وخُلُقًا.
          وقوله: (مَثَلِي) قال في «الصِّحاح»: مثل كلمة تسويةٍ، يُقَال: هذا مِثلُه وَمَثَلُه، كما يُقَال: شِبهه وشَبهه بمعنى، قال: والمَثَلُ ما يُضرب به مِن الأمثال، قال: ومِثْلُ الشيء أيضًا صِفته. وفي «الجمهرة»: المِثْلُ: النَّظِير، والمَثَل السائرُ معروفٌ. وقال ابن الجوزيِّ في «غريبه» ومِن خطِّه نقلتُ: كأنَّ المَثْلَ مأخوذٌ من المَثَلِ.