التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قصة الحبش

          ░15▒ (بَابُ قِصَّةِ الحَبَشِ، وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلعم: يَا بَنِي أَرْفَدَهَ)
          3529- 3530- ثمَّ ساق حديث عائِشَةَ ♦ فيه بطوله، وقد سلفَ في العيدين [خ¦3529] وغيره وكانتا تذكران مِن الشِّعر ما ليسَ فيه خناء مِن غير أن يميلا بصوتَيْهِما ويرفعاه بما يُلهي ويُطرب.
          قال الشيخ أبو الحسن: أيَّامُ منًى أربعةٌ، وقد سمَّاها الشارع أيَّام عيدٍ، فالعيد إذن أربعةُ أيَّامٍ، قال ابن التِّين: وهذا يحتمل لأنَّه يكون ذلك يوم ثاني العيد أو ثالثه فإذا كان كذلك وهو مِن أيَّام منًى سقط ما ذكره، لا يُقَال إنَّه على عمومه؛ لأنَّ دعوى العموم في الأفعال غير صحيحٍ عند الأكثر لأنَّها قضيَّةُ عينٍ.
          قال الدَّاوديُّ: واستجاز قومٌ مِن المجَانِّ الغِنَاءَ واحتجُّوا بهذا الحديث وهو فاسدٌ؛ لأنَّ هؤلاءِ لم يخرجوا في قولهم إلى ما يُوجب الطَّرب، ومع ذلك فإنَّ نِيَّة الفريقين مختلفةٌ: هؤلاء يريدون راحة النَّفْس لتقوى على أداء الفرض، وهؤلاء يريدون اللهو، وهذا مِن حمل الشيء على ضِدِّهِ وتمثيلِ النور بالظُّلمة ولبسِ الحقِّ بالباطل، وأمَّا لعبُ الحبشة ففيه دِرْبةٌ للقُوَّةِ على قتال العدُوِّ.