التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب علامات النبوة في الإسلام

          ░25▒ (بَابُ عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ فِي الإِسْلاَمِ)
          ذكر فيه عِدَّةَ أحاديثَ يخرج منها جملة، وذكر بعضُ أهل العلم فيما ذكره البَيْهَقيُّ في «المَدخل إلى دلائله» أنَّها تبلغ ألفًا، فمنها القرآن الذي عَجِز الفُصحاءُ عن تحدِّيه، وأخَذَ العلماءُ منه على إيجازِه مِن العلوم والمعاني ما يزيد على ألف مُجلَّدةٍ، ومنها ما هو مكتوبٌ في التَّوراة والإنجيل وغيرهما مِن ذِكره وَنَعْتِهِ، ومنها ما حَدَثَ بين يدي أيَّامِ مولده ومَبعثه إلى الأمور الغريبة كأمرِ الفيل، ومنها خُمودُ نارِ فارسٍ، وسُقوطُ شُرُفَاتِ إيوانِ كِسرى، وغَيْض ماءِ بحيرة ساوَةَ، ورُؤيا الموبِذَان وغير ذلك، ومنها ما سمعوه مِن الهواتف الصَّارخة بنعوتِه وأوصافه والرُّموز المتضمِّنة لبيان شأنِهِ، وما وجد مِن الكَهَنة والجنِّ في تصديقه وإشارتهم على أوليائهم مِن الإنس بالإيمان به، ومنها انتكاسُ الأصنام المَعبودة وخُرورها لوجوهها وغير ذلك.
          ثمَّ إنَّ له مِن وراء هذه الآيات: انشقاقَ القمر، وحنينَ الجِذْع، وإجابةَ الشجرة إيَّاه حين دعاها، وشهادةَ الذِّئبِ والضَّبِّ والرَّضِيع والميِّتِ له بالرِّسالة، وغير ذلك ممَّا هو مُقرَّرٌ في كتبه.
          وحاصل ما ذكره البخاريُّ في الباب زيادةٌ على خمسين حديثًا.