التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قول الله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم}

          ░25▒ (بَابُ قَوْلِ اللهِ ╡: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران:77]).
          2675- ذكر فيه حديثَ عَبْدِ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى: (أَقَامَ رَجُلٌ سِلْعَةً فَحَلَفَ بِاللهِ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا مَا لَمْ يُعْطِهَا، فَنَزَلَتْ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران:77]، وَقَالَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى: النَّاجِشُ آكِلُ رِبًا خَائِنٌ).
          2676- 2677- ثمَّ ذكر حديثَ عبدِ الله هو ابن مسعود، السالف في البيوع.
          وقوله فيه: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ) قال الجَيَّانِيُّ: لم أجد إسحاقَ هذا منسوبًا لأحدٍ مِن شيوخنا، وقد صرَّح البخاريُّ بنسبه في باب شهود الملائكة بدرًا [خ¦3993]، فقال: أخبرنا إِسْحَاقُ بن مَنْصور: أخبرنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وأما أبو نُعيم الحافظُ فقال في «مستخرجه»: حدَّثنا أبو أحمدَ، حدَّثَنَا عبدُ الله بن محمد _هو ابن شِيرَوَيْه_ أخبرنا إسحاقُ بن إبراهيمَ، أخبرنا يزيدُ بن هارون، فذكر الحديثَ، ثمَّ قال: رواه _يعني البخاري_ عن إسحاقَ عن يزيد بن هارون.
          وحقيقة النَّجْشِ في قول ابنِ أبي أَوْفَى: أنْ يزيدَ في الثمن لا لرغبةٍ بل ليخدعَ غيرَه، وأصلُه الخَتْلُ أو الإِطْراءُ والمدح، أو التنفير مِن تنفيرِ الوحش إلى موضع آخر، والأصحُّ عندنا أنَّهُ لا خيار فيه، وقال ابن التين: يُفْسَخ خلافًا لأبي حنيفة والشافعي.