عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب إخراج الخصوم وأهل الريب من البيوت بعد المعرفة
  
              

          ░52▒ (ص) بَابُ إِخْرَاجِ الْخُصُومِ وَأَهْلِ الرِّيَبِ مِنَ الْبُيُوتِ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان إخراج الخصوم؛ أي: أهل المخاصمات والنزاع وأهل الرِّيَب؛ بكسر الراء، جمع (ريبة) وهي التُّهمة والمعصية.
          قوله: (بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ) أي: بعد شهرتهم بذلك؛ يعني: لا يتجسَّس عليهم، وذلك الإخراج لأجل تأذِّي الجيران ولأجل مجاهرتهم بالمعاصي، وقد ذكر في (الإشخاص) (باب إخراج أهل المعاصي والخصوم مِنَ البيوت بعد المعرفة، وقد أخرج عمر أختَ أبي بكرٍ حين ناحت) ثُمَّ ذكر الحديث الذي ذكره هنا، ومضى الكلام فيه مستوفًى.
          وقال المهلَّب: إخراج أهل الرِّيَب والمعاصي مِن دورهم بعد المعرفة بهم واجبٌ على الإمام لأجل تأذِّي مَن جاورهم، ومِن أجل مجاهرتهم بالعصيان، وإذا لم يُعرَفوا بأعيانهم فلا يلزم البحث عن أمرهم؛ لأنَّه مِنَ التجسُّس الذي نهى الله عنه، وقيل: ليس إخراج أهل المعاصي بواجبٍ، فمَن ثبت عليه ما يوجب الحدَّ أُقِيم عليه.
          (ص) وَقَدْ أَخْرَجَ عُمَرُ ☺ أُخْتَ أَبِي بَكْرٍ حِينَ نَاحَتْ.
          (ش) أي: أخرج عُمَر بن الخَطَّاب ☺ أختَ أبي بكرٍ ☺ حين ناحت؛ مِنَ النياحة، وإِنَّما أخرجها مِنَ البيت لأنَّه؛ نهاها فلم تَنْتَهِ، وقيل: إنَّهُ أبعدها عن نفسه، ثُمَّ بعد ذلك رجعت إلى بيتها.