عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب ما يستحب للكاتب أن يكون أمينًا عاقلًا
  
              

          ░37▒ (ص) بَابٌ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْكَاتِبِ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا عَاقِلًا.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان ما يستحبُّ لكاتب الحكم أن يكون أمينًا في كتابته بعيدًا مِنَ الطمع ولا يأخذ أكثر مِن أجرة المثل في موضعٍ يجوز له الأخذ، ولا يأخذ مثل ما يأخذ غالب شهود مصر.
          قوله: (عَاقِلًا) يعني: لا يكون مغفَّلًا؛ مثل بعض قضاة مصر؛ لأنَّ المغفَّل يُخدَع ويُضيِّع حقوق الناس، ولا سيَّما إذا كان لا يخرج مِن كلام بعض خواصِّه مِن أكَّالين أموال الناس المفسدين، وعن الشافعيِّ ☺ : ينبغي لكاتب القاضي أن يكون عاقلًا لئلَّا يُخدَع، ويحرص على أن يكون فقيهًا لئلَّا يُؤتَى مِن جهالة، ويكون بعيدًا.