عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب بطانة الإمام وأهل مشورته
  
              

          ░42▒ (ص) بَابُ بِطَانَةِ الإِمَامِ وَأَهْلِ مَشُورَتِهِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان بطانة الإمام، ويجيء تفسير (البطانة) الآن.
          قوله: (وَأَهْلِ مَشُورَتِهِ) مِن عطف الخاصِّ على العامِّ، و(المَشُورَة) بفتح الميم وضمِّ الشين المُعْجَمة وسكون الواو وفتح الراء، وهو اسمٌ مِن شاورتُ فلانًا في كذا، وتشاوَرُوا واشتَوَروا، والشورى: التشاور، وقال الجَوْهَريُّ: المَشْوَرة: الشورى، وكذلك «المَشُورة» بِضَمِّ الشين، تقول منه: شاورته في الأمر واستشرته بمعنًى انتهى.
          قُلْت: قد يُنكَر سكون الشين فيه، وهذا كلام الجَوْهَريِّ يدلُّ على صحَّته، وحاصل معنى (شاورته) عرضتُ عليه أمري حَتَّى يدلَّني على الصواب منه.
          (ص) الْبِطَانَةُ: الدُّخَلَاءُ.
          (ش) (البِطَانَة) بكسر الباء المُوَحَّدة، الصاحبُ الوَليجة والدخيل والمطَّلع على السَّريرة، وفسَّره البُخَاريُّ بقوله: (الدُّخَلَاء) وهو جمع (دَخيل) وهو الذي يدخل على الرئيس في مكان خلوته، ويفضي إليه بسرِّه، ويصدِّقه فيما يخبر به مِمَّا يخفى عليه مِن أمر رعيَّته، ويعمل بمقتضاه.