عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب النية في الأيمان
  
              

          ░23▒ (ص) باب النِّيَّةِ فِي الأَيْمَانِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ النِّيَّة في الأَيمان؛ بفتح الهمزة، جمع (يمين)، كذا في رواية الجميع، وقال الكَرْمانيُّ: في بعض الرِّواية: <الإِيمان> بكسر الهمزة، ثُمَّ قال: مذهب البُخَاريِّ أنَّ الأعمال داخلة في الإيمان، وقال المُهَلَّب وغيره: إذا كانت اليمينُ بين العبد وربِّه؛ لا خلاف بين العلماء أنَّهُ ينوي ويحمل على نيَّته، وإذا كانت بينه وبين آدميٍّ، وادَّعى في نيَّته غير الظَّاهر؛ لم يُقبَل قوله، وحمل على ظاهر كلامه إذا كانت عليه بيِّنة بإجماع، واستدلَّ به على أنَّ اليمين على نيَّة الحالف إلَّا في حقِّ الآدميِّ على نيَّة المستحلف، كما ذكرنا، وقال آخرون: النيَّة نيَّة الحالف أبدًا، وله أن يُوَرِّي، واحتجُّوا بحديث الباب، وأجمعوا على أنَّهُ لا يورِّي فيما إذا اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه.