عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب من حلف بملة سوى ملة الإسلام
  
              

          ░7▒ (ص) باب مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى مِلَّةِ الإِسْلَامِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ مَن حلف بملَّةٍ سوى مِلَّة الإسلام، ولم يذكر ما يترتَّب على الحالف؛ اكتفاءً بما ذكره في الباب، [وفي بعض النُّسَخ: <باب مَن حلف بملَّة غير الإسلام> و(الْمِلَّةُ) بكسر الميم وتشديد اللام، وقال ابن الأثير: الملَّة الدين؛ كملِّة الإسلام، واليهوديَّة، والنصرانيَّة]، وقيل: هي مُعظم الدين، وجملةُ ما يجيء به الرسل.
          (ص) [وَقَالَ النَّبِيُّ صلعم : «مَنْ حَلَفَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»، وَلَمْ يَنْسُبْهُ إِلَى الْكُفْرِ.
          (ش) ]
هذا تعليقٌ ذكره موصولًا عَن قريبٍ في (باب لا يحلف باللَّات والعُزَّى) عَن أبي هُرَيْرَة، وأراد به أنَّ الحالف باللَّات والعزى يقول: لا إله إلَّا الله، ولا يَكفر؛ لأنَّه عَلَيْهِ الصلاة وَالسَّلام أمره أن يقول: لا إله إلَّا الله، لم ينسبه إلى الكفر، وروى ابن أبي شَيْبَةَ في «مصنَّفه»: حَدَّثَنَا عُبيد الله: حَدَّثَنَا إسرائيل، عَن أبي مصعب، عن مصعب ابن سعدٍ، عن أبيه قال: حلفت باللَّات والعزَّى فأتيت النَّبِيَّ صلعم ، فقُلْت: إنِّي حلفت باللَّات والعزَّى، فقال: قل: «لا إله إلَّا الله، ثلاثًا، وانفث عَن شمالكَ ثلاثًا، وتعوَّذ بالله مِنَ الشيطان الرجيم، ولا تعدْ».