عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب إعفاء اللحى
  
              

          ░65▒ (ص) باب إِعْفَاءِ اللِّحَى.
          (ش) أي هذا باب في بيانِ إعفاء اللِّحى.
          قال بعضهم: استعمله مِنَ الرباعيِّ، وهو بمعنى الترك.
          قُلْت: لا يسمَّى هذا رباعيًّا في الاصطلاح، وإِنَّما يسمَّى مزيدَ الثُّلاثيِّ.
          (ص) {عَفَوْا} كَثُرُوا وَكَثُرَتْ أمْوالهُمْ.
          (ش) ليس هذا بموجودٍ في بعض النُّسَخ، وأشار به إلى تفسير قولِهِ تعالى في: {حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ}[الأعراف:95] وفسَّر قوله: {عَفَوا} بمعنى (كَثُرُوا وَكَثُرَتْ أمْوالهُمْ) وذكر في الترجمة: (الإعفاء) وهو مِنَ المزيد كما قلنا، ثُمَّ ذكر: {عَفَوْا} وهو مِنَ الثُّلاثيِّ المجرَّد، فكأنَّه أشار بهذا على أنَّ هذه المادَّة في الحديث جاءت لمعنيين؛ فعلى الأَوَّل: تكون همزة (أَعفُوا) همزة قطع، وعلى الثاني: همزة وصل، وقال ابن التين: وبهمزة قطعٍ أكثرُ.