عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب تقليم الأظفار
  
              

          ░64▒ (ص) باب تَقْلِيمِ الأَظْفَارِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ سُنِّيَّة تقليم الأظفار.
          و(التَّقْلِيم) (تَفْعِيل) مِنَ القَلم؛ وهو القطع، ووقع في حديث الباب في روايةٍ: <وقصُّ الأظفار>، و(الأَظْفَار) جمع (ظُفُْر) بِضَمِّ / الظاء والفاء وسكونها، وحُكِيَ عن أبي زيد كسرُ الظاء، وأنكره ابن سِيدَه، وقد قيل: إنَّهُ قراءة الحسن، وعن أبي السَّمَّال أنَّهُ قرأ بكسر أوَّله وثانيه، ويستحبُّ الاستقصاء في إزالتها بحيثُ لا يحصل ضررٌ على الإصبع، ولم يثبت في ترتيب الأصابع عند القصِّ شيءٌ مِنَ الأحاديث، ولكن ذكر النوويُّ في «شرح مسلم» بأنَّهُ يُستحبُّ البُداءة بمسبِّحة اليمنى ثُمَّ بالوسطى ثُمَّ البنصر ثُمَّ الخنصر ثُمَّ الإبهام، وفي اليسرى بالبُداءة بخنصرها ثُمَّ بالبنصر إلى الإبهام، ويبدأ في الرِّجْلَين بخنصر اليمنى إلى الإبهام، وفي اليسرى بإبهامها إلى الخنصر، ولم يذكر للاستحباب مستَنَدًا، وقال في «شرح المهذَّب» بعد أن نقل ذلك عنِ الغزاليِّ وقال: وأَمَّا الحديث الذي ذكره الغزاليُّ فلا أصل له.
          ثُمَّ اعلم أنَّ تقليم الأظفار لا يتوقَّت، والضابط في ذلك الاحتياجُ، فأيَّ وقتٍ يحتاج إلى تقليمه يقلِّمه، وأخرج البَيْهَقيُّ مِن مرسل أبي جعفر الباقر قال: كان رسول الله صلعم يستحبُّ أن يأخذ مِن أظفاره يوم الجمعة، وروى ابن الجوزيِّ مِن حديث عطاء عَن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلعم : «مَن قلَّم أظفاره يوم [السَّبت خرج منه الداء، ودخل فيه الشفاء، ومَن قلَّم أظفاره يوم] الأحد خرجت منه الفاقة ودخل فيه الغنى، ومَن قلَّم أظفاره يوم الاثنين خرجت منه العلَّة ودخلت فيه الصحَّة، ومَن قلَّم أظفاره يوم الثلاثاء خرج منه البَرَص ودخل فيه العافية، ومَن قلَّم أظفاره يوم الأربعاء خرج منه الوَسواس والخوف ودخل فيه الأمنُ والصِّحَّة، ومَن قلَّم أظفاره يوم الخميس خرج منه الجُذام ودخل فيه العافية، ومَن قلَّم أظفاره يوم الجمعة دخلت فيه الرحمة وخرج منه الذنوب»، ثُمَّ قال: هذا حديثٌ موضوعٌ على رسول الله صلعم ، وهو مِن أقبح الموضوعات وأبردِها، وفي سنده مجهولون ومتروكون وضُعَفاء.