عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب القلائد والسخاب للنساء
  
              

          ░57▒ (ص) باب الْقَلَائِدِ وَالسِّخَابِ لِلنِّسَاءِ؛ يَعْنِي: قِلَادَةً مِنْ طِيبٍ وَسُكٍّ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في ذكر القلائد والسِّخاب الكائنة للنساء.
          و(القَلَائِد) جمع (قِلادة)، و(السِّخَاب) بكسر السين المُهْمَلة وبالخاء المُعْجَمة وبعد الألف باءٌ مُوَحَّدة، وقال ابن الأثير: «السِّخاب» خيطٌ يُنظَم فيه خَرَزٌ، ويلبسه الصبيان والجواري، وقيل: هو قلادةٌ تُتَّخذ مِن قرنفل ومَحلَب وسُكٍّ ونحوه، وليس فيها مِنَ اللؤلؤ والجوهر شيءٌ.
          (ص) يَعْنِي: قِلَادَةً مِنْ طِيبٍ وَسُكٍّ.
          (ش) أراد بهذا تفسير (السِّخاب) يعني: (السِّخاب) قلادة مِن طيب؛ يعني: تتَّخذ مِن طيبٍ [وسُكٍّ؛ بِضَمِّ السين المُهْمَلة وتشديد الكاف، وهو طيبٌ معروف يضاف إلى غيره مِنَ الطِّيب] ويُستَعمَل، وفي «التوضيح»: «السُّكُّ» مِن طيبٍ عربيٍّ، فيكون قوله على هذا: (مِن طيبٍ وسُكٍّ) واحدًا.
          قُلْت: على قوله هذا يلزمُ عطفُ الشيء على نفسه، إلَّا إذا قيل: اختلافُ اللفظين جوَّز ذلك، والذي قلناه هو الصحيح، وفي رواية الكُشْميهَنيِّ: <وَمِسْكٌ> / بكسر الميم وسكون السين وتخفيف الكاف.