عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي
  
              

          ░75▒ (ص) بابٌ قِصَّةُ دَوْسٍ وَالطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ.
          (ش) أي: هذا بيان قصَّة دَوْسٍ؛ بفتح الدال المُهْمَلة وسكون الواو وفي آخره سين مُهْمَلة، ابن عُدْثان بن عبد الله بن زهران بن كعب [بن الحارث بن كعب] بن عبد الله بن مالك بن نَصْر بن الأزد، ومعنى (الدَّوْس) ظاهرٌ.
          قوله: (وَالطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو) أي: وفي قصَّةِ الطُّفيل _بِضَمِّ الطاء_ ابن عَمْرو بن طُرَيف بن العاص بن ثعلبة بن سُلَيم بن فَهْم بن غَنْم بن دوس، وله حكايةٌ عجيبةٌ غريبة طويتُ ذكرَها مخافةَ التطويل، ومنها أنَّهُ رأى رؤيا، فقال لأصحابه: عبِّروها، قالوا: وما رأيتَ؟ قال: رأيتُ رأسي حُلِقَ، وأنَّه خرج مِن فمي طائرٌ، وأنَّ امرأة لقيتني فأدخلتني في فَرْجِها، وكان أبي يطلبني طلبًا حثيثًا، فحيل بيني وبينه، قالوا: خيرًا، قال: أنا والله فقد أوَّلتُها؛ أَمَّا حلق الرأس فقطعه، وأَمَّا الطائر فروحي، وأَمَّا المرأة التي أدخلتني فرجها فالأرضُ تُحفَرُ لي فأُدَفن فيها، فقد رُوِّعت أن أُقتَلَ شهيدًا، وأَمَّا طلبُ أبي إيَّاي؛ فلا أراه إلَّا سيُعذَر في طلب الشهادة، ولا أراه يلحق في سفرنا هذا، فقُتِل الطُّفيل شهيدًا يوم اليمامة، وجرح ابنُه، ثُمَّ قتل يوم اليرموك بعد ذلك في زمن عُمَر بن الخَطَّاب شهيدًا.