عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب دعاء النبي على كفار قريش
  
              

          ░7▒ (ص) بابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلعم عَلَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ؛ شَيْبَةَ، وَعُتْبَةَ، وَالْوَلِيدِ، وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَهَلَاكِهِمْ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان دعاءِ النَّبِيِّ صلعم على كفَّار قريش، وهذه الترجمة ثبتت لأكثرِ الرُّواة، وسقطت في رواية أبي ذرٍّ عن المُسْتَمْلِي والكُشْميهَنيِّ.
          قوله: (شَيْبَةَ) هو ابنُ ربيعة بن عبد شَمْس بن عبد مَناف، وقال بعضُهم: «شَيْبَةَ بن ربيعة» بالجرِّ بالفتح على البَدَلِ، وكذا «عُتْبَةَ»).
          قُلْت: مَن له مساسٌ بالعربيَّة لا يُعرِبُ كذا، بل (شَيْبَة) لا ينصرفُ؛ للعلميَّة والتأنيث، فيكون مفتوحًا / في محلِّ الجرِّ، وهو وما بعده عطفُ بيانٍ لـ(كُفَّارِ قُرَيْشٍ).
          و(عُتْبَةَ) : بِضَمِّ العين المُهْمَلة، وسكون التاء المُثَنَّاة من فوقُ، ابن ربيعة المذكور.
          و(الوَلِيدُ) بفتح الواو، وهو ابنُ عُتْبةَ المذكور.
          و(أَبُو جَهْلٍ) اسمه عَمْرو بن هشام بْنِ المُغيرة بن عبد الله بن عُمَرَ بن مخزوم، وكان يُكْنَّى أبا الحَكَم، فكنَّاه رسولُ الله صلعم أبا جَهْل.
          قوله: (وَهَلَاكِهِم) بالجرِّ؛ أي: وفي بيان هلاكهم، فقبِل الله دعاءَه، وكلُّهم قُتِلوا يومَ بدر، أَمَّا شَيْبَة؛ فقتله حمزةُ بن عبد المطَّلب ☺ ، وأَمَّا عُتَبة؛ فقتله عُبَيدة بن الحارثِ بن المطَّلب، وقال ابنُ هشام: اشترك فيه هو وحمزةُ وعليٌّ ♥ ، وأَمَّا الوليد؛ فقتله عليُّ بن أبي طالب، وأَمَّا أبو جهل؛ فقتله مُعاذ بن عَمْرو بن جَموح، ومُعاذ ابن عفراء، وعبد الله بن مسعود، قد حَزَّ رأسَه، وأتى به إلى النَّبِيِّ صلعم .