الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب قيام النبي حتى ترم قدماه

          ░6▒ (بَابُ قِيَامِ النَّبِيِّ صلعم حتَّى تَرِمَ قَدَماهُ): قال العينيُّ: هذه التَّرجمة على هذا الوجه رواية كريمة، وللكشميهنيِّ: <باب قيام النَّبيِّ صلعم اللَّيل>، وقال في ((الفتح)): <باب قيام الليل> للكشميهني من الطريقَين عنه، وزاد في رواية كريمة: ((حتَّى ترم قدماه))، وللباقين: <باب قيام اللَّيل للنَّبيِّ صلعم>. انتهى، فجعل الرِّاويات ثلاثةً، وبين كلامَيهما تغايرٌ، والرِّواية الأخيرة الَّتي نسبها في ((الفتح)) للباقين عزاها القسطلانيُّ للحموي والمستملي، وكذا للكشميهنيِّ في نسخةٍ، وعزا ما ذكرناه في التَّرجمة أوَّلاً للأكثرين، لكن قال: زاد الحموي في نسخةٍ والمستملي والكشميهنيُّ والأصيليُّ: <اللَّيل>، وسقط لأبي الوقت وابن عساكر، ثمَّ قال: وسقط: <حتَّى ترِم قدمَاه> لأبوي ذرٍّ والوقت والأصيليِّ. انتهى، فانظر ما في كلامهم مِن التَّخالف، لا سيما / في كلام القسطلانيِّ وتقديره.
          و((تَرِمَ)): بفتح الفوقيَّة أوَّله وكسر الرَّاء، مِن الورم، وهو الانتفاخ، وهو منصوبٌ، ورأيتُه في بعض النُّسَخ مضبوطاً بضمِّ الميم، وهو روايةٌ في الحديث كما يأتي، وكأنَّه جعل ((حتَّى)) ابتدائيةً، فتأمَّل.
          (وَقَالَتْ عَائِشَةُ ♦): ممَّا وصله المصنِّف في تفسير الفتح (حَتَّى تَفَطَّرَ قَدَمَاهُ): بتشديد الطَّاء ونصب الرَّاء، أو فتحها على أنَّه ماضٍ، وبرفعهما على ما تقدَّم، وهو بفوقيةٍ أوَّله للأكثر، ورواه الأصيليُّ بفوقيَّتَين، لكن قال: <قام رسولُ الله حتَّى تتفطَّر قدماه>، ولأبي ذرٍّ عن الحموي والمستملي: <قام حتَّى تفطَّر قدماه> وللكشميهنيِّ: <كان يقوم>...إلخ.
          وهذا التَّعليق وصله المصنِّف في التَّفسير، وذكر العينيُّ التعليق بلفظ: ((وقالت عائشةُ: قام النَّبيُّ _أو رسول الله صلعم_ حتَّى تفطَّر قدماهُ))، فاعرفه.
          (الْفُطُورُ): بضمِّ الفاء: جمع فطرٍ، وفي بعض النُّسَخ: <والفطور> بالواو (الشُّقُوقُ): بضمِّ الشِّين، جمع شقٍّ، تبع فيه المصنِّفُ أبا عبيدٍ في ((المجاز)).
          ({انْفَطَرَتْ}: انْشَقَّتْ): رواه ابن أبي حاتمٍ عن الضَّحَّاك موصولاً، وكذا رُوي عن مجاهدٍ والحسن وغيرهما، وحكاه ابن أبي زيادٍ الشَّاميُّ عن ابن عبَّاسٍ أيضاً، وما ذكره في التَّفسير جارٍ على قاعدته الغالبة.