نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الدعاء إذا هبط واديًا

          ░51▒ (باب الدُّعاء إِذَا هَبَطَ) أي: نزل (وَادِياً. فِيهِ) أي: في هذا الباب (حَدِيثُ جَابِرٍ) الأنصاري ☺، كذا ثبت عند المستملي والكُشميهني، وسقط في رواية غيرهما، والمراد بحديث جابر ما تقدم في باب ((التَّسبيح إذا هبط وادياً)) من ((كتاب الجهاد)) بلفظ: حدَّثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله ☻ ، قال: ((كنَّا إذا صعدنا كبرنا، وإذا هبطنا سبَّحنا)). [خ¦2993]
          وحكمة التَّكبير عند الصُّعود إلى المكان المرتفع أنَّ الاستعلاءَ والارتفاع محبوب للنُّفوس لما فيه من استشعار الكبرياء فشُرِعَ لمن تلبَّس به أن يذكرَ كبرياء الله تعالى، وأنَّه أكبر من كلِّ شيءٍ فيكبره؛ ليشكر له، ومناسبة التَّسبيح عند الهبوط لكون المكان المنخفض محلَّ ضيقٍ، فشرعَ فيه التَّسبيح؛ لأنَّه من أسباب الفرج، كما في قصَّة يونس ◙ حين سبَّح في الظُّلمات فنُجِّي من الغمِّ، فشرع التَّسبيح لمن تلبَّس به؛ لينجو من بطنِ الأودية، كما نجا يونس ◙ من بطن الحوتِ.