نجاح القاري لصحيح البخاري

باب رفع الأيدي في الدعاء

          ░23▒ (بابُ) مشروعيَّة (رَفْعِ الأَيْدِي فِي الدُّعاء) على صفة خاصَّة، وسقط لفظ: ((باب)) في رواية أبي ذرٍّ (وَقَالَ أَبُو مُوسَى) عبد الله بن قيس (الأَشْعَرِيُّ) ☺.
          (دَعَا النَّبِيُّ صلعم ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ) بكسر الهمزة وسكون الموحدة، وهذا التَّعليق طرفٌ من حديثه الطَّويل في قصَّة قتل عمِّه أبي عامر الأشعري، وقد تقدَّم موصولاً في ((المغازي)) في ((غزوة حنين)) [خ¦4323]، وقد أشير إليه في باب قول الله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة:103] [خ¦80/19-9441].
          (وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ) ☻ : (رَفَعَ النَّبِيُّ صلعم يَدَيْهِ) يقول: (اللَّهُمَّ) وفي رواية أبي ذرٍّ: <وقال: اللهم> (إِنِّي أَبْرَأُ / إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ) هو: ابنُ الوليد ☺ سيف الله، وقصَّته أنَّه صلعم بعثه إلى بني جَذِيمة _بفتح الجيم وكسر المعجمة_ فدعاهم إلى الإسلام فلم يُحسِنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا، فجعل يقتلُ ويأسر، فذُكِر ذلك لرسول الله صلعم فرفع يديه، وقال: ((اللَّهمَّ إني أبرأُ إليك ممَّا صنعَ خالد)).
          وأرادوا بقولهم: ((صبأنا)) خرجنا من ديننا إلى دين الإسلام، ولم يتثبت خالدٌ ☺ في أمرهم، ولم يُرِد أنَّه صلعم أوجب عليه القود؛ لأنَّه متأوِّلٌ.
          وهذا التَّعليق أيضاً طرفٌ من قصَّة غزوة بني جُذَيمة، وقد تقدم موصولاً في ((المغازي)) بعد ((غزوة الفتح)) [خ¦4339].