نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم

          ░31▒ (باب الدُّعاء لِلصِّبْيَانِ بِالْبَرَكَةِ، وَمَسْحِ رُؤوسِهِمْ) وفي رواية أبي زيدٍ المروزي: <ومسح رأسه> بالإفراد، وورد في مسحِ رأس اليتيم حديث أخرجه أحمدُ والطَّبراني عن أبي أُمامة ☺ بلفظ: ((من مسح رأس يتيمٍ لا يمسحه إلَّا لله كان له بكلِّ شعرةٍ يمرُّ يدَه عليها حسنة)) وسنده ضعيفٌ.
          ولأحمد من حديث أبي هريرة ☺: ((أنَّ رجلاً شكا إلى النَّبي صلعم قسوة قلبه، فقال: أطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم)) وسنده حسنٌ.
          والدُّعاء بالبركة؛ أي: بالنُّشوء الحسنِ، والثَّبات على التَّوفيق والشَّرف، وأصلُ هذه المادة من برك البعير: إذا أناخَ في موضعٍ فلزمه، ويُطلق البركة أيضاً على الزِّيادة. وقال ابنُ الأثير: والأصل الأوَّل.
          (وَقَالَ أَبُو مُوسَى) عبدُ الله بن قيس الأشعري ☺: (وُلِدَ لِي غُلاَمٌ) وفي رواية أبي ذرٍّ عن الكُشميهني: <مولود> (وَدَعَا لَهُ) معطوف على محذوف ذكره في ((العقيقة))، ولفظه: ((ولد لي غلامٌ فأتيت به النَّبي صلعم فسمَّاه إبراهيم، وحنَّكه بتمرةٍ ودعا له)) [خ¦5467].
          (النَّبِيُّ صلعم بِالْبَرَكَةِ) وهذا التَّعليق طرفٌ من حديث تقدَّم موصولاً في ((كتاب العقيقة)) [خ¦5467]، ومطابقته للتَّرجمة ظاهرةٌ.