نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها

          7319- (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ يُونُسَ) هو: أحمدُ بن عبد الله بن يونس اليربوعيُّ الكوفيُّ، وهو شيخ مسلم أيضاً، قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي ذِئْبٍ) محمد بن عبد الرَّحمن، واسم أبي ذئبٍ: هشام بن سعدٍ (عَنِ الْمَقْبُرِيِّ) سعيد بن أبي سعيدٍ كيسان (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺، عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا) أي: حتَّى تسيرَ أمَّتي بسير القرون قبلها، والأَخذ _بفتح الهمزة وكسرها_ السِّيرةُ. يقال: أخذ فلانٌ بأخذ فلان؛ أي: سار بسيرته، وما أخذ أخذهُ؛ أي: ما فعل فعله ولا قصدَ قصده، وقيل: الألف مثلَّثة. وقرأه بعضُهم: بفتح الخاء جمع إِخْذة _بكسر أوَّله_ مثل كسرة وكسر.
          وفي رواية الأَصيليِّ على ما حكاه ابن بطَّال: <بما أخذ> بـ«ما» الموصولة وبلفظ الماضي، وهي رواية الإسماعيليِّ. وفي رواية النَّسفي: <بمَأْخَذ القرون> بميم مفتوحة وهمزة ساكنة، على وزن مفعل بفتح الميم، / والقرون: جمع قَرْن _بفتح القاف وسكون الراء_: الأمَّة من النَّاس. وفي رواية الإسماعيلي من طريق عبد الله بن نافع، عن ابن أبي ذئبٍ: ((الأُمم والقرون)).
          (شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ) بالذال المعجمة، وفي رواية الكُشميهنيِّ: <شبراً شبراً، وذراعاً ذراعاً> وهو تمثيلٌ (فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ) وفي رواية الإسماعيليِّ من طريق عبد الصَّمد بن النُّعمان: عن ابن أبي ذئبٍ، فقال رجلٌ _ولم يسم_: ((هؤلاء الَّذين يُتَّبعونهم)).
          (كَفَارِسَ وَالرُّومِ؟ فَقَالَ صلعم : وَمَنِ النَّاسُ) المتَّبعون المعهودون المتقدِّمون (إِلاَّ أُولَئِكَ؟) أي: الفارس والرُّوم وهما جيلان مشهوران من النَّاس، وعَيَّنهما لكونهما إذ ذاك أكبر ملوكِ الأرض، وأكثرهم رعيَّة وأوسعهم بلاداً، وفارس: هو الفُرس، وملكهم كسرى، وملك الرُّوم قيصر.
          وكلمة ((من)) في قوله: ((ومن النَّاس)) بفتح الميم وكسر النون للساكنين للاستفهام على سبيل الإنكار.
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة تُؤخذ من قوله: ((حتَّى تأخذ أمَّتي بأخذ القرون)) على ما قُرِّر، والحديث من أفراده.