الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب مناقب بلال بن رباح

          ░23▒ (باب: مناقب بِلال بن رَبَاح...) إلى آخره
          رَبَاح: بفتح الرَّاء والموحَّدة وبعد الألف حاء مهملة، وأُمُّه حمامة، / وكان صادق الاسم(1)، طاهر القلب، شحيحًا على دينه، وعُذِّب في الله عذابًا شديدًا فصبر، وهان على قومه، فأعطَوه الولدانَ، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكَّة، وهو يقول: أَحَدٌ أَحَدٌ، وكان أميَّة بن خلف ممَّن يوالي على بلالٍ العذابَ، فكان قتله على يد بلال، فقال أبو بكر ☺ أبياتًا منها:
هنيئًا زَادَك الرَّحْمنُ خَيْرًا                     فقَد أَدْرَكتَ ثأْرَكَ يَا بِلَالُ
          وكان شديدَ الأُدْمة نَحِيفًا طُوالًا، خفيف العارضين مِنْ مولَّدي مكَّة، مولًى لبعض بني جُمح، وأصله مِنَ الحبشة، توفِّي بدمشق سنة عشرين، وهو ابن ثلاث وستِّين سَنة، وكان مولى أبي بكر الصِّدِّيق، وعند ابن أبي شيبة بإسناد صحيح أنَّ أبا بكر اشتراه بخمس أواقٍ، وهو مدفون بالحجارة. انتهى مِنَ القَسْطَلَّانيِّ.
          وفي «الفتح» أنَّ أبا بكر قال لبلال: أنشدك الله وحقِّي، فأقام معه بلال حتَّى توفِّي، فلمَّا مات أذن له عمر فتوجَّه إلى الشَّام مجاهدًا، فمات بها في طاعون عمواس، وكانت وفاته بدمشق، وزعم ابن السَّمعانيِّ أنَّ بلالًا مات بالمدينة، وغلَّطوه. انتهى مختصرًا.
          وقال الحافظ في «التَّهذيب»: بلال بن رَبَاح التَّيميُّ مولاهم المؤذِّن أبو عبد الله، ويقال: أبو عبد الرَّحمن، وقيل غير ذلك في كنيته، وهو ابن حمامة، وهو وأمُّه أسلما(2) قديمًا، وعُذِّب في الله، وشهد بدرًا والمشاهد كلَّها، وسكن دمشق، ومات بها في طاعون عمواس سَنة سبعة عشر أو ثمانية عشر، وقال ابن زبر: مات بداريَّا، وحمل على رقاب الرِّجال، فدُفن بباب كيسان، وقيل: دُفن بباب الصَّغير، وقال ابن مَنْده في «المعرفة»: دُفن بحلب ☺ . انتهى.
          قلت: وتكلَّم الحافظ في «اللِّسان» في ترجمة إبراهيم بن محمَّد على قصَّة رحيل بلال إلى الشَّام، ومجيئه إلى المدينة، وأذانه بها.


[1] في (المطبوع): ((الإسلام)).
[2] في (المطبوع): ((وهي أمُّه، أسلم)).