الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

ذكر العباس بن عبد المطلب

          ░11▒ (باب: ذكر العَبَّاس بن عبد المطَّلب)
          ذكر فيه حديث أنس: (أنَّ عمر كانوا إذا قحطوا استسقى بالعباس) وهذه التَّرجمة وحديثها سقطا مِنْ رواية أبي ذرٍّ والنَّسَفيِّ، وقد تقدَّم الحديث المذكور مع شرحه(1) في الاستسقاء، وكان العبَّاس رضي الله تعالى عنه أَسَنَّ مِنَ النَّبيِّ صلعم بسنتين أو بثلاث، وكان إسلامه على المشهور قبل فتح مكَّة، وقيل: قبل ذلك، وليس ببعيد، وكان ممَّن أُسِر يوم بدر، وفَدَى نفسه وعَقِيلًا ابن أخيه أبي طالب كما سيأتي، ولأجل أنَّه لم يهاجر قبل الفتح لم يُدْخِله عمر في أهل الشُّورى مع معرفته بفضله واستسقائه به، وسيأتي حديث عائشة في إجلال النَّبيِّ صلعم عمَّه العبَّاس في آخر المغازي في الوفاة النَّبويَّة، وكنية العباس أبو الفضل، ومات العباس في خلافة عثمان سَنة اثنتين وثلاثين، وله بضع وثمانون سَنة (2). انتهى.
          وقالَ القَسْطَلَّانيُّ: وكان العبَّاس جميلًا وسيمًا أبيض، له ضفيرتان معتدلًا، وقيل: طُوالًا، وكان فيما رواه ابن أبي حاتَم مرفوعًا: ((أجود قريش كفًّا، وأوصلها رحمًا)) وزاد أبو عمر(3): ((وكان ذا رأي حسن، ودعوة مرجوَّة)) وقد قيل: إنَّه أسلم قديمًا، وكان يكتم إسلامه وأظهره يوم الفتح، وتوفِّي في خلافة عثمان قبل مقتله بسنتين بالمدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت مِنْ رجب أو مِنْ رمضان سَنة اثنتين [وثلاثين]، وهو ابن ثمان وثمانين سَنة، وصلَّى عليه عثمان ☺ ، ودُفن بالبقيع رضي الله تعالى عنه وأرضاه.


[1] قوله: ((مع شرحه)) ليس في (المطبوع).
[2] فتح الباري:7/77
[3] في (المطبوع): ((عمرو)).