الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول النبي: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر

          ░3▒ (باب: قول النَّبيِّ صلعم: سُدُّوا الأَبوابَ إلَّا بَابَ أبي بَكْر... إلى آخره)
          قال الحافظ: قوله: (قاله ابن عبَّاسٍ...) إلى آخره، وصله المصنِّف في الصَّلاة بلفظ: (سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ) فكأنَّه ذكره بالمعنى.
          وقوله في الحديث: (إلَّا باب أبي بكر) قال الحافظ: هو استثناء مُفَرَّغ، والمعنى: لا تُبْقُوا بابًا غير مسدود إلَّا باب أبي بكر، فاتركوه بغير سدٍّ.
          قالَ الخطَّابيُّ وابن بطَّالٍ وغيرهما: في هذا الحديث اختصاص ظاهر لأبي بكر، وفيه إشارة قويَّة إلى استحقاقه للخلافة، ولا سيَّما وقد ثبت أنَّ ذلك كان في آخر حياته صلعم في الوقت الَّذِي أمرهم فيه ألَّا يؤمَّهُم إلَّا أبو بكر، وقد ادَّعى بعضهم أنَّ الباب كناية عن الخلافة، والأمرُ بالسَّدِّ كناية عن طلبها، كأنَّه قال: لا يطلُبَنَّ أحدٌ الخلافة إلَّا أبا بكر، فإنَّه لا حرج عليه في طلبها، وإلى هذا جنح ابن حِبَّان، فقال بعد أن أخرج هذا الحديث: في هذا دليل على أنَّه الخليفة بعد النَّبيِّ صلعم... إلى آخر ما قال.
          زاد الطَّبَرانيُّ في آخر هذا الحديث بمعناه: ((فإنِّي رأيت عليه نورًا)) ثمَّ ذكر الحافظ هاهنا الكلام على الأحاديث الَّتي يخالف ظاهرُها حديثَ الباب الواردة في استثناء باب عَليٍّ فارجع إليه لو شئت.