التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر

          3456- قوله: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ): تَقَدَّمَ مرارًا أنَّه سعيدُ بنُ الحَكَمِ بنِ محمَّدٍ ابنُ أبي مريمٍ(1) الحافظُ، وتَقَدَّمَ مُتَرْجَمًا [خ¦241]، وتَقَدَّمَ (أَبُو غَسَّانَ)، وأنَّه يُصرَف ولا يُصرَف، وأنَّ اسمه مُحَمَّد بن مُطَرِّف، وتَقَدَّمَ (أَبُو سَعِيدٍ): أنَّه الخُدْرِيُّ سَعْدُ بن مالك بن سنان، وتَقَدَّمَ ببعض ترجمةٍ(2) [خ¦19].
          قوله: (سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ): (السَّنَن): بفتح السين المُهْمَلَة والنون، قال ابن قرقول: («سَنَن»؛ بفتح السين والنون رويناه؛ أي: طريقهم، وسَنَن الطريق: نهجه، وسُنَنُه؛ بالضَّمِّ، وسَنُنُه؛ بفتح السين، وضمِّ النون، وكأنَّ هذا جمع «سُنَّةٍ»؛ وهي الطريقة)، انتهى.
          قوله: (جُحْرَ ضَبٍّ): (الجُحْر)؛ بضَمِّ الجيم، وإسكان الحاء، و(الضَّبُّ): دابَّةٌ معروفةٌ، مُختَلَفٌ في أكلها، وقد جوَّزت السُّنَّة أكلَها، وقد أُكلت على مائدته ╕، ولو كانت حرامًا؛ ما أُكلت على مائدته ╕، وإنَّما خصَّ في الحديث الضبَّ؛ لأنَّ العرب تقول: هو قاضي الطير والبهائم، وأنَّها اجتمعت إليه لمَّا خُلِق الإنسان، فوصفوه له، فقال الضبُّ: تصفون خلقًا يُنزِل الطيرَ من السماء، ويُخرِج الحوتَ من البحر، فمن كان ذا جناحٍ؛ فليطِرْ، ومن كان ذا مخلبٍ؛ فليحتَفِرْ.
          قوله: (الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى): هو مجرورٌ؛ لأنَّه بدلٌ مِن (مَنْ) المجرورة بالإضافة، ويجوز من حيث العربيَّة الرفعُ؛ أي: هم اليهود والنصارى، ويجوز النصب؛ أي: أعني: اليهود والنصارى، أو نحو ذلك.


[1] في النسختين: (سعيد بن أبي مريم الحكم بن محمد)، والمثبت هو الصواب؛ فإنَّه منسوبٌ إلى جدِّه، كما ذَكَر المصنِّفُ في مواضعَ أخرى، وزيد في (ب): (بن)، وضُرِب عليها في (أ).
[2] في (ب): (ترجمته).