التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب يأجوج ومأجوج

          ░28▒ بَابُ يَأْجُوجَ ومَأجُوجَ
          7135- ذَكَرَ فيه حديثَ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَان، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ: (أَنَّه ◙ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَزِعًا). الحديث سَلَفَ في أوائل الفِتن [خ¦7059].
          7136- وحديثَ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺، عَنِ النَّبِيِّ صلعم قَالَ: (يُفْتَحُ الرَّدْمُ رَدْمُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ) وَعَقَدَ وُهَيْبٌ تِسْعِينَ. وقد سَلَفَ أيضًا [خ¦3347].
          وذَكَرَ يَحيى بن سَلَّامٍ عن سَعِيدِ بنِ أبي عَرُوبةَ عن قَتَادَةَ عن أبي رافِعٍ عن أبي هُرَيْرَةَ ☺ يَرْفَعه: ((إنَّ يأجُوجَ ومأجُوجَ يخرِقُون السَّدَّ كلَّ يومٍ حتَّى إذا كادوا يَرَون شُعَاع الشَّمسِ قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرِقُونه غدًا، فيُعيدُهُ اللهُ كأَشَدِّ ما كان، حتَّى إذا بلَغَتْ مُدَّتُهم وأراد اللهُ أنْ يَبعثَهم على النَّاس حفروا حتَّى إذا كادوا يَرَون شُعاعَ الشَّمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فَسَتَخْرِقُونَهُ غدًا إن شاء الله فَيَغْدُون إليه وهو كهيئتِهِ حين تركوه فيخرِقُونَه فَيَخْرُجُون على النَّاس، فَيَسْتَقُونَ المياهَ ويتحصَّنُ النَّاسُ منهم في حصونِهم فَيَرْمُون سهامَهم، فيرجعُ السهمُ والدِّماءُ فيها، فيقولون: قَهَرْنا أهلَ الأرضِ وعَلَوْنَا أهلَ السَّماءِ، فيَبْعَثُ الله عليهم نَغَفًا في أعناقِهِم فيقتُلُهم بها)).
          وذَكَرَ عليُّ بن مَعْبَدٍ عن أشعثَ بن سَعِيدٍ عن أَرْطَأَة بن المنذر قال: إذا خرجَ يأجُوجُ ومأجُوجُ أوحَى الله إلى عيسى بنِ مريمَ: إنِّي قد أخرجتُ خَلْقًا مِن خَلْقي لا يُطيقُهم أحدٌ غيري فمُرَّ بمن معكَ إلى جبلِ الطُّورِ، ومعه مِن الذَّرَارِي اثنا عَشَرَ ألفًا، قال: ويأجُوجُ ومأجُوجُ ذَرْأُ جهنَّمَ، وهي على ثلاثةِ أثلاثٍ: ثُلُثٌ على طولِ الأَرْزِ والسَّريس، وثُلُثٌ مُرَبَّعٌ طُولُهُ وعُرْضُهُ واحدٌ وهو أشدُّ، وثُلُثٌ يَفترِشُ أحدُهم أُذُنَه ويَلتحِفُ بالأخرَى، وهم ولدُ يَافِثِ بن نوحٍ.
          وعن الأَوْزَاعِيِّ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: الأرضُ سِتَّةُ أجزاءٍ، فخمسةُ أجزاءٍ منها يأجُوجُ ومأجُوجُ، وجزءٌ فيه سائِرُ الخَلْقِ. وعن كَعْبِ الأَحْبَار قال: مَعَاقِلُ المسلمينَ مِن يأجُوجَ ومأجُوجَ الطُّورُ.
          آخِرُ كِتَابِ الفِتَن بِحَمْدِ اللهِ ومَنِّهِ أَعَاذنا اللهُ مِنها، يَتْلُوه كِتَابُ الأَحْكَامِ، وابنُ بطَّالٍ ذَكَرَه قَبْلَ الإِكْرَاهِ. /