التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب

          ░16▒ (بَابٌ)
          2336- كذا ذكرَه ولم يترجمه، ثمَّ ساق حديثَ ابن عمرَ: (أَنَّهُ _◙_ أُرِيَ فِي مُعَرَّسِهِ مِنْ ذِي الحُلَيْفَةِ فِي بَطْنِ الوَادِي، فَقِيلَ: إِنَّكَ بِبَطْحَاءَ مُبَارَكَةٍ...) الحديثَ.
          2337- وحديثَ عمرَ بعده: (صَلِّ فِي هَذَا الوَادِي) السَّالفَ في الحجِّ [خ¦1534].
          قال المهلَّب: هذا المعنى حاول البُخارِيُّ مِنْ أنَّه جعل موضع معرَّس رسول الله _صلعم_ وصلاته موقوفًا له ومتملَّكًا له لصلاته وتعريسه فيه، لا يقوم على ساقٍ، لأنَّه قال: ((جُعلتْ ليَ الأرض مسجدًا)) وقد يصلِّي في أرضٍ متملَّكةٍ، فلمْ تكن صَلاتُه فيها بمسجدٍ للصَّلاة فيها للنَّاس إلى يوم القيامة، وقد صلَّى في دار أبي طَلحة وعتبانَ فلم يُبَحْ للنَّاس أنْ يتَّخذوا ذلك الموضع مسجدًا، وإنَّما أدخله البُخارِيُّ مِنْ أجل أنَّه نُسِبَ المعرَّس إلى رَسُول الله صلعم.
          وأبدى له ابن المُنَيِّرِ مناسبةً ذكرها هنا، وهي أنَّه لَمَّا ذكرَ إحياء الموات والخلافَ في إذن الإمام فيه نبَّهَ على أنَّ البطحاء الَّتِي عرَّسَ فيها رَسُول الله _صلعم_ وأمر بالصَّلاة فيها، وأَعلَمَ أنَّها مباركةٌ لا تدخل في الموات الَّذِي يُحيَى ويُملك؛ لما ثبت لها مِنْ خصوص التَّعريس فيها فصارت كأنَّها وقفٌ على أن يُقتدى فيها به، فلو مُلكت بالإحياء لمَنَع مالكُها النَّاس مِنَ التَّعريس بها.