شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب كلام الإمام والناس في خطبة العيد

          ░23▒ باب: كَلامِ الإمَامِ النَّاسِ فِي خُطْبَةِ الْعِيدِ، وَإِذَا سُئِلَ الإمَامُ(1) عَنْ شَيْءٍ، وَهُوَ يَخْطُبُ.
          فيه: الْبَرَاءُ: (خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلعم(2) يَوْمَ النَّحْرِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَقَالَ: مَنْ صَلَّى صَلاتَنَا وَنَسَكَ نُسْكَنَا فَقَدْ أَصَابَ النُّسُكَ، وَمَنْ نَسَكَ قَبْلَ الصَّلاةِ فَتِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ(3))، الحديثَ، [خ¦983]
          (فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ، فَقَالَ: واللهِ(4) يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ(5) نَسَكْتُ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ إلى الصَّلاةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: تِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ، قَالَ: فَإِنَّ عِنْدِي عَنَاقًا فَهَلْ تَجْزِئ عَنِّي(6)؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَنْ تَجْزِئ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ(7)).
          والكلام(8) في الخطبة بما(9) كان من أمر الدِّين للسَّائل والمسؤول جائز، وقد قال النَّبيُّ صلعم للَّذين قتلوا ابن أبي الحُقَيق حين دخلوا عليه يوم الجمعة وهو يخطب: ((أفلَحَتِ الوجوهُ))، وقال عمر وهو على المنبر: املكوا العجين، فإنَّه أحد الرَّيْعَيْن(10)، رواه هشام بن عروة، عن أبيه، وقال هشامٌ: أمرهم ☼ بما كان يأمر(11) أهله، ورأى أنَّ ذلك حقٌّ(12). وكره العلماء كلام النَّاس والإمام يخطب، رُوي ذلك عن عطاء والحسن والنخعيِّ(13)، وقال مالك: لينصت للخطبة ويستقبل، وليس من تكلَّم في ذلك كمن تكلَّم في خطبة الجمعة(14)، وقال شعبة: كلَّمني الحكم بن عتيبة(15) يوم عيد والإمام يخطب.


[1] زاد في (ص): ((النَّاس)).
[2] في (م) و(ق): ((النبي صلعم)).
[3] قوله: ((وَنَسَكَ نُسْكَنَا.... فَتِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ)) ليس في (م) و(ق)، وبدله قوله: ((واستقبل قبلتنا)).
[4] قوله: ((والله)) ليس في (ق). في (م): ((فقال: يا رسول الله والله)).
[5] في (ق): ((ولقد)).
[6] قوله: ((عني)) ليس في (م).
[7] في (ي): ((بعدي)).
[8] في (م) و(ق): ((الكلام)).
[9] في (ي): ((إنما)).
[10] في (ق): ((الربيعين)).
[11] زاد في (ق): ((به)).
[12] في (ي) و(ص): ((حقًا)). زاد في (م) و (ق): ((عليه)).
[13] في (ق): ((والنخعي والحسن)).
[14] في (ص): ((العيد)).
[15] في (ز) و(ق) و(ي): ((عيينة)). والمثبت من(م) و(ص).